منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    حيره فى حيره

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

    حيره فى حيره Empty حيره فى حيره

    مُساهمة  Admin الإثنين يونيو 04, 2012 5:19 pm

    لا صوت يعلو على صوت إنتخابات الرئاسة في مصر الأن ، فلا حديث على المقاهي أو في المنازل أو في أماكن العمل إلا عن الإنتخابات ، وإنقسم المجتمع إلى ثلاثة تيارات ما بين محمد مرسي وأحمد شفيق ، وتيار ثالث مع مقاطعة جولة الإعادة ، على إعتبار أن شفيق ومرسي لا يمثلون القطاع الأكبر من المجتمع ، وهو ما وضح من خلال نتائج إنتخابات الجولة الأولى ، وهى نتيجة لها معناها .

    أهم معنى لنتيجة الجولة الأولى للإنتخابات الرئاسية ، أن الشعب المصري لم يجتمع على تيار بعينه ، وكسر حالة الغرور التي كانت تسيطر على " جماعة " بعينها والتي كانت تتحدث عن شعبيتها الكبيرة في الشارع المصري ، ولكن مع أول مواجهة حرة ومباشرة أثبت المصريين أنهم الأغلبية وليس " الجماعة " ، كما أن كلا مرشحي جولة الإعادة لم يحصدا 50% من إجمالي عدد الناخبين في الجولة الأولى .

    لم يحصل مرشح حزب الحرية والعدالة ممثل جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي ، على 25% من نسبة التصويت ، وهو ما يؤكد أن جماعة الإخوان ليست أغلبية في الشارع المصري كما روجوا وأشاعوا طوال السنوات الماضية ، وحجمهم الطبيعي ظهر في إنتخابات الرئاسة ، وبالتالي فلا داعي من الأن للحديث عن القوة الوهمية ، وقال الشعب المصري كلمته ، كما لا داعي للحديث عن الأغلبية التي صدعوا بها رؤوس الجميع خلال الفترة الماضية ، وعليهم أن يلتفتوا إلى أنهم خسروا 50% من الأصوات التي حصلوا عليها في الإنتخابات البرلمانية في الجولة الأولى للإنتخابات الرئاسية بعد أقل من 4 شهور فقط ، لأن الشعب المصري ذكي ويفرز الغث من السمين .

    أظهرت الجولة الأولى لإنتخابات رئاسة الجمهورية أن الإخوان المسلمين ، لا يزيدون حجما عن الحزب الوطني " المنحل " برغم كل الأحاديت التي خرجت لتؤكد عن وجود رشاوي إنتخابية من الجماعة ، فكلاهما حصل على نفس النسبة تقريبا وهى نسبة تقل عن ربع من صوتوا في الإنتخابات .

    على مدار الأيام التي تلت إنتخابات الجولة الأولى لإنتخابات الرئاسة ، شهد الشارع المصري حالة من الحيرة الشديدة بسبب عدم حسم أمره في جولة الإعادة ، فالنسبة الأكبر حتى كتابة هذه السطور لا ترغب في إختيار شفيق أو مرسي ، وتراهما أقل من طموحاتهم ، كما أن الأغلبية في جموع الشعب المصري لا ترغب في صعود الإخوان لكرسي الرئاسة في مصر خوفا من تحويلها لدولة دينية لا مدنية ، ولهم فيما يحدث في تونس الأن أسوة ، كما لا ترغب في صعود أحد رموز نظام قامت ضده ثورة لمنصب الرئيس من جديد ، وإلا لماذا كانت الثورة ؟

    إذا كان الإخوان المسلمين قد خرجوا بأكبر مكسب في تاريخهم الممتد لأكثر من 80 عاما في ثورة يناير ، بإكتسابهم الشرعية ، فإنهم الأن يعيشون واحدا من أسوء مواقفهم ، بعد سعيهم وراء التيارات العلمانية واليسارية والليبرالية التي كانوا يكفرونها من قبل للحصول على تأييدها في مواجهة أحمد شفيق ، " اللى ماتحتاجش وشه النهاردة تحتاج قفاه بكره " وإنتهزت تلك التيارات الموقف وتسعى لفرض شروطها على الإخوان ، في إنتهازية سياسة واضحة كما علمونا الإخوان على مدار سنواتهم الطويلة مع العمل السياسي .

    البعض تحدث عن أن إنتخاب أحمد شفيق ، هو إعادة لإنتاج النظام السابق ، ولكن فات على هؤلاء أن النظام القديم ليس في أسماء الأشخاص ولكن في طريقة إدارة الدولة التي كان يسيطر عليها تيار واحد ، من منصب الرئيس إلى المحليات مرورا بمجلسي الشعب والشورى والحكومة ، وإذا إتفقنا على ذلك فإن إنتخاب محمد مرسي ، هو نفسه إنتاج النظام القديم ، برغم قناعة البعض أن أحمد شفيق ليس هو الحل المرضي لأمال المصريين ، ولكن بالتأكيد فإن مرسي ليس هو كذلك ، بدليل نسبة التصويت التي جاءت بها الجولة الأولى ، ومن سينجح في جولة الإعادة عليه أن يعلم أن اكثر من نصف المصريين يرفضونه .
    شكرا للكاتب وليد الحسينى

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 3:22 pm