أصبحت جاهزاً الآن للخروج من البيت جديداً نظيفاً ساطعاً بلوني الأسود الجذاب، ولا أحد يشبهني ومثلي
وكم أتمنى بهذا اليوم، ألا أرى أشياء قبيحة، وخصوصاً هذه العجوز البيضاء، وصديقتها تلك غريبة الشكل واللون
ما أجمل هذا اليوم، وكأنه يوم جديد بالضبط مثلي تماماً، لا غبار وأمطار، ولا أشياء قذِرة على الأرض، ولا حتى أطفال يلعبون بالكرة، سوف أتجه صوب المجمع التجاري الكبير الراقي جداً، وأرى أن كان هناك شيء جديد يناسبني، أو أشياء جميلة تعجبني وإن كنت أشك بهذا
ما هذا . . بالفعل أشياء جديدة وجميلة أيضاً، وألوان عديدة
نعم . . أحب هذا النوع الأسود الناعم جداً، وخصوصاً حين يكون به خيط أحمر ورفيع، سوف أقف قليلاً هنا أمام هذا المعرض الجميل، وكم هي جميلة الأشياء بداخله، وهناك أشياء لا بأس بها، ولكن بنفس الوقت لا أجد إنها راقية ومتميزة مثلي وتناسبني؟
ماذا أرى هناك . . حلوة وناعمة . . وتقترب ويا ليتها تقترب أكثر لأراها عن قرب هذه الجميلة الرشيقة
نعم . . قد حدث ما تمنيته، وكم هي رائعة بلونها الأحمر الصارخ، وخصوصاً تلك الوردة التي على صدرها، سوف أحاول أن أقترب منها وأرسل لها غمزة ونظرة جميلة وفريدة، وأنا هنا الوسيم صاحب اللمعة واللون الفتان
ماذا يحصل هنا . . لماذا ابتعدت ورجعت للخلف فجأة
ما هذا . . هناك جميلةٌ أخرى، وكأنها تشبهها جداً، بل كأنهما توأم، نفس الشكل ونفس الألوان والرشاقة، ولهما نفس الوردة الحمراء، لكن ربما هذه أجمل
نعم . . أراها تنظر باتجاهي وتبتسم، لكنها بعيدة عني، كيف أقترب إليها وأصل عندها، سوف أنظر وأنتظر إن كان هناك غيري ينظر إليها أو يراقبنا
أين ذهبت . . وكيف ذهبت هكذا من غير أن تقول كلمة، حتى إنها لم تودعني، أظن أنني أخطأت حين حسبتها جميلة ، بل هي سخيفةً جدا، ولا تناسبني وتناسب قدري ومكانتي ولوني
سوف أذهب من هنا لأجد مكان قريب جداً، وأتناول فنجان قهوتي الخاص
نعم . . هذا المكان مناسب وراقي وهادئ جداً، وبه أشياء وألوان جميلة وراقية، وسوف أرى ما هو وإن كان يناسبني
ما الذي يحدث هنا، ومن هذا الشيء الذي رشقني بالماء هكذا
هل أمطرت الدنيا بداخل هذا المكان
لا طبعاً . . لكن أعتقد أن هنا بعض الأنواع الصغيرة المستهترة، الغير متعلمة والبعيدة عن الأدب والرقيّ، وأعتقد أيضا أن هذا الشيء الذي يرافقه لم يعلمه الأدب، وكيف يشرب الماء من فمه؟
بل كل ما صنعه له، أن أعطاه مصاصة ليلهوا بها
سوف أخرج من هنا، وأحاول أن أتمشى قليلاً بالحديقة القريبة من هذا المجمع التجاري
الطقس جميل جداً اليوم، وأيضاً هذه الحديقة مليئة بالورود الرائعة المناسبة لذوقي ومنزلتي، وأجد هنا جميلات كثيرات
أنظر . . كم هذه جميلة جدا، لا هذه أجمل وأرقى أكثر
ماذا هناك . . لماذا هذا الهمجي الضخم يقترب مني كثيراً، وكأنه يريد أن يخرسني بلا إحساس وضمير
لماذا يريد أن يسحقني هذا، ويحاول أن يضغط عليّ بكل ما به من قوة، وأظنه يريد أن يضع عليّ كل ما يحمله من قذارة وأوساخ يحملها معه
أنظر . . كيف ذهب هكذا بغباء وبلا مبالاة، وحتى أنه لم يسمع صراخي، ولم ينتبه لفعلته البشعة السوقية، ولم يعتذر أيضا
لعله ظن أني مجرد حذاء
!!
اليوم لن أخرج من البيت، أشعر ببعض الملل وكأنه أصابني بعض الاكتئاب النفسي، وسوف أبقى بالبيت وأرى أن كان هناك أشياء وأمور يجب القيام بها، وأرى أن كانت هناك آثار قذِرة وأوساخ، ما زالت عالقة بي من مشوار الأمس إلى الحديقة، وخصوصاً من ذلك القذِر البشع الضخم؟
ماذا يحدث معي، مر وقت طويل وأنا في نفس المكان، وكأني لا أتحرك ولم يحركني أحد وكأني متجمد في مكاني، لم يحدث معي كل هذا، ألا يوجد غيري في هذا البيت، أم لا أحد هناك يريد أن يتحدث معي
هل الجميع ينفرون مني بهذا البيت، ولم يحدث كل هذا، حتى لم يسألني أحد عن حالي وإن كنت مريضاً أو حزيناً، أو أني أريد شيء ما
هل يظنون أني مجرد حذاء
!!
اليوم سوف أخرج من البيت، لأن هناك أمور كثيرة وناقصة من العمل، ويجب أن أقوم بها بنفسي، ولكن اليوم أجد الشمس قريبة جداً من الأرض وحارة جداً، وأخاف أن تصيبني هذه الشمس الحارقة، بأحد الأمراض المعدية والفجائية
ماذا أفعل الآن، وعمل اليوم طويل، ويتطلب مني أن أكون ما بين الطرقات والسيارات والمجمعات التجارية والاستثمارية
آه كم هو حار حال اليوم، وكم هي الأرض شديدة الحرارة، وأنا بدأت أشعر بدوار وتعب كبير جداً من التنقل بين الأماكن المزدحمة وبين كل هؤلاء الأشياء
انظر كم هم متسخون وألوانهم غريبة وكثيرة، حتى أشكالهم غريبةٌ جداً وكأنهم بدائيون جِدًّا
ماذا يحصل معي الآن، أشعر أني قد التصقت بالأرض، أو كأن هناك شيء قد التصق بي، بدأت ارتعب من الخوف، ومن هذا الشيء الملتصق بي
ما هذا الشيء، ومن هذا القذر الذي قذف القطعة الكبيرة اللزجة ووضعها على الأرض
لماذا يفعلون هذا، ألم يعلموا بعد أن هناك متميزين بالرقي والنظافة والرفعة، سوف يمشون على الأرض اليوم
أنظر هناك أيضاً مياه قذِرة سوداء، رائحتها كريهة
كفى يا أنتم . . ما عدت قادراً على تحمل أشيائكم
هذه ، وتحمل هذا المكان بأوساخه الذي لا يليق إلا بكم أنتم فقط
حقير هذا المكان ، ولا أعلم كيف سأتجاوزه، وأتجاوز هذه المحنة والقاذورات، بدون أن تلمسني وتغير من ملامح مظهري وعنفواني، وكيف سأتحمل أن أقف فوقها لبعض الوقت، إنها قذِرة وباردة ورائحتها كريهة جداً، وأيضاً بها أشياء صغيرة وغريبة تتحرك وتريد أن تلتصق بي وتقترب مني وتحاول أن تدخل بداخلي، سوف أحاول أن أتحرك بعيداً عنها وأهرب من هذه القذارة، ومن هذه الأشياء الكريهة الغريبة
أخيراً خرجت، لكني محملاً بالكثير من الأشياء الغريبة والقاذورات، وقد أصبحت قذِراً جداً وتغير لوني الأسود الفريد اللامع وأصبح شكلي غريباً وعجيباً وقبيحاً
أريد أن أذهب من هنا وبسرعة إلى البيت، لأني أشعر بإحساس غريب وتعب كبير، وأحس بتمزق كبير في كل شيء بداخلي، ومن كل شيء جميل بداخلي
نعم . . الجميل أن أكون بالبيت الآن، وخصوصاً بعد كل ما حصل معي اليوم من عناء وشقاء، ورؤية الكثير من الأشياء والقاذورات على الأرض
أخيراً وصلت إلى البيت، وبالطبع شكلي غريب وعجيب وحالي صعب جداً، ولوني المتميز الفريد بدأ يتلاشى كثيراً، سوف أدخل هناك وأجلس قليلاً وأرتاح
ماذا يحصل هنا أيضاً، لماذا لا أرى أحد هنا، ولا يوجد أحد يهتم لوجودي
ماذا يحدث معي
وكأني مجرد حذاء
!!
هذا اليوم . . أشعر بإرهاق وتعب كبير جداً، وأشعر بضيق وإن حالتي النفسية ليست على ما يرام، وهناك أمر غريب يحدث معي ومفاجئ
أرى الهواء يتخللني جيداً، وبدأ يحيطني من كل زاوية، ومن الأسفل والأعلى
سوف أذهب لأجد حلاً لم أصابني، وأجد من يعرف عن علتي هذه، وما هذا العارض المفاجئ؟
وصلت أخيراً للمكان المناسب، مكان راقي ونظيف جداً ورائحته جميلة، سوف أدخل وأحاول أن أشرح لهم عن أوجاعي الكبيرة والتمزق الذي حدث معي فجأة، وخصوصاً تلك الأشياء الكثيرة التي أحسها بداخلي وبدأت تكبر وتكبر، وشعور بوخز حاد يؤلمني، وهناك أيضا الهواء الكبير الذي يتخللني من كل مكان، وكم أصبحت الآن أشعر بالبرد الشديد
نعم يا سيدي أنا متعب جداً، وأشعر أني قد هرمت فجأةً، وبدأت حالة اللاشعور بكل شيء ترهقني، حتى أصبحت حالتي النفسية صعبة جداً
ماذا يفعل هذا، وكأنه لأول مرة يشاهد مثلي وكم أنا فريد ومتميز، وكم أنا جميل ولوني غريب ونادر ولا وجود لمثله
غريب أمر هذا الشيء، أظنه لا يفهم شيء، وكأني أتيت للمكان الغير المناسب والخاطئ
لماذا يضغط عليّ ويعصرني بهذه الطريقة الغريبة، وما كل هذه الأشياء القريبة منه وبعضها بيده، أظنها هذه آلة حادة
يا ترى ماذا سيفعل بها، وماذا سيفعل بي أنا
كفى يا هذا . . لا أريد أي شيء منك، ولا أريد أن أبقى هنا، وكل ما أريده الآن أن اذهب إلى البيت مسرعاً
آه . . قد ابتعد الآن هو وآلته الحادة الغريبة، ماذا أرى هناك، أراه يهمس مع شيء آخر، وبدأوا ينظرون إلي بتعجب ودهشة واستحقار وكراهية
لماذا ينظرون باتجاهي هكذا وبهذه النظرة الغريبة، ماذا.. فعلت أنا، حتى يحدث معي كل هذه الأشياء، ولم كل هذه النظرات والتصرفات الغريبة، ولماذا أصبح الألم كبير وشديد، وبدأ الإحساس بالوحدة عميق
لا . . سوف أرجع إلى البيت الآن، وهذا هو الحل الأفضل، حتى أرتاح من كل شيء، ومن هذا الإحساس المؤلم والمدهش
أخيراً وصلت إلى البيت، وبسرعة سوف أتجه إلى مكاني المخصص النظيف، وأبتعد عن التفكير بتلك الأشياء الغريبة، ومن كل الأمور التي حصلت سَابِقًا واليوم
ما هذا . . لماذا يحركني هذا بهذه الطريقة المؤلمة، ماذا يريد مني هذا الشيء، لماذا يضعني بهذه الطريقة بداخل هذا الكيس المظلم، وما هذه الرائحة الكريهة، وما هذه القاذورات التي تحيط بي من كل جانب، من الأسفل ومن الأعلى
يا ترى . . ماذا فعلت الآن، ولماذا هذا المكان مظلم جداً، ولا يوجد به أحد غيري، وليس به أي فُسحة من الهواء
ماذا يحدث أيضاً، لماذا لا أستطيع أن أخرج من هذا المكان، ومن هذا الكيس المظلم المليء بكل شيء قذِر وكريه؟
ماذا يحدث . . أشعر أني سقطت من مكان بعيد ومرتفع جداً، وكأني اصطدمت بشيء كبير جداً وصلب جداً
وكأنها الأرض داخل هذا المكان والزمان
!!
لماذا . . يقذفون بي هكذا من فوق مكان مرتفع، بلا رحمة وشفقة واحترام وثناء
!!
وكأنني فقط بقايا حذاء
!!!
وكم أتمنى بهذا اليوم، ألا أرى أشياء قبيحة، وخصوصاً هذه العجوز البيضاء، وصديقتها تلك غريبة الشكل واللون
ما أجمل هذا اليوم، وكأنه يوم جديد بالضبط مثلي تماماً، لا غبار وأمطار، ولا أشياء قذِرة على الأرض، ولا حتى أطفال يلعبون بالكرة، سوف أتجه صوب المجمع التجاري الكبير الراقي جداً، وأرى أن كان هناك شيء جديد يناسبني، أو أشياء جميلة تعجبني وإن كنت أشك بهذا
ما هذا . . بالفعل أشياء جديدة وجميلة أيضاً، وألوان عديدة
نعم . . أحب هذا النوع الأسود الناعم جداً، وخصوصاً حين يكون به خيط أحمر ورفيع، سوف أقف قليلاً هنا أمام هذا المعرض الجميل، وكم هي جميلة الأشياء بداخله، وهناك أشياء لا بأس بها، ولكن بنفس الوقت لا أجد إنها راقية ومتميزة مثلي وتناسبني؟
ماذا أرى هناك . . حلوة وناعمة . . وتقترب ويا ليتها تقترب أكثر لأراها عن قرب هذه الجميلة الرشيقة
نعم . . قد حدث ما تمنيته، وكم هي رائعة بلونها الأحمر الصارخ، وخصوصاً تلك الوردة التي على صدرها، سوف أحاول أن أقترب منها وأرسل لها غمزة ونظرة جميلة وفريدة، وأنا هنا الوسيم صاحب اللمعة واللون الفتان
ماذا يحصل هنا . . لماذا ابتعدت ورجعت للخلف فجأة
ما هذا . . هناك جميلةٌ أخرى، وكأنها تشبهها جداً، بل كأنهما توأم، نفس الشكل ونفس الألوان والرشاقة، ولهما نفس الوردة الحمراء، لكن ربما هذه أجمل
نعم . . أراها تنظر باتجاهي وتبتسم، لكنها بعيدة عني، كيف أقترب إليها وأصل عندها، سوف أنظر وأنتظر إن كان هناك غيري ينظر إليها أو يراقبنا
أين ذهبت . . وكيف ذهبت هكذا من غير أن تقول كلمة، حتى إنها لم تودعني، أظن أنني أخطأت حين حسبتها جميلة ، بل هي سخيفةً جدا، ولا تناسبني وتناسب قدري ومكانتي ولوني
سوف أذهب من هنا لأجد مكان قريب جداً، وأتناول فنجان قهوتي الخاص
نعم . . هذا المكان مناسب وراقي وهادئ جداً، وبه أشياء وألوان جميلة وراقية، وسوف أرى ما هو وإن كان يناسبني
ما الذي يحدث هنا، ومن هذا الشيء الذي رشقني بالماء هكذا
هل أمطرت الدنيا بداخل هذا المكان
لا طبعاً . . لكن أعتقد أن هنا بعض الأنواع الصغيرة المستهترة، الغير متعلمة والبعيدة عن الأدب والرقيّ، وأعتقد أيضا أن هذا الشيء الذي يرافقه لم يعلمه الأدب، وكيف يشرب الماء من فمه؟
بل كل ما صنعه له، أن أعطاه مصاصة ليلهوا بها
سوف أخرج من هنا، وأحاول أن أتمشى قليلاً بالحديقة القريبة من هذا المجمع التجاري
الطقس جميل جداً اليوم، وأيضاً هذه الحديقة مليئة بالورود الرائعة المناسبة لذوقي ومنزلتي، وأجد هنا جميلات كثيرات
أنظر . . كم هذه جميلة جدا، لا هذه أجمل وأرقى أكثر
ماذا هناك . . لماذا هذا الهمجي الضخم يقترب مني كثيراً، وكأنه يريد أن يخرسني بلا إحساس وضمير
لماذا يريد أن يسحقني هذا، ويحاول أن يضغط عليّ بكل ما به من قوة، وأظنه يريد أن يضع عليّ كل ما يحمله من قذارة وأوساخ يحملها معه
أنظر . . كيف ذهب هكذا بغباء وبلا مبالاة، وحتى أنه لم يسمع صراخي، ولم ينتبه لفعلته البشعة السوقية، ولم يعتذر أيضا
لعله ظن أني مجرد حذاء
!!
اليوم لن أخرج من البيت، أشعر ببعض الملل وكأنه أصابني بعض الاكتئاب النفسي، وسوف أبقى بالبيت وأرى أن كان هناك أشياء وأمور يجب القيام بها، وأرى أن كانت هناك آثار قذِرة وأوساخ، ما زالت عالقة بي من مشوار الأمس إلى الحديقة، وخصوصاً من ذلك القذِر البشع الضخم؟
ماذا يحدث معي، مر وقت طويل وأنا في نفس المكان، وكأني لا أتحرك ولم يحركني أحد وكأني متجمد في مكاني، لم يحدث معي كل هذا، ألا يوجد غيري في هذا البيت، أم لا أحد هناك يريد أن يتحدث معي
هل الجميع ينفرون مني بهذا البيت، ولم يحدث كل هذا، حتى لم يسألني أحد عن حالي وإن كنت مريضاً أو حزيناً، أو أني أريد شيء ما
هل يظنون أني مجرد حذاء
!!
اليوم سوف أخرج من البيت، لأن هناك أمور كثيرة وناقصة من العمل، ويجب أن أقوم بها بنفسي، ولكن اليوم أجد الشمس قريبة جداً من الأرض وحارة جداً، وأخاف أن تصيبني هذه الشمس الحارقة، بأحد الأمراض المعدية والفجائية
ماذا أفعل الآن، وعمل اليوم طويل، ويتطلب مني أن أكون ما بين الطرقات والسيارات والمجمعات التجارية والاستثمارية
آه كم هو حار حال اليوم، وكم هي الأرض شديدة الحرارة، وأنا بدأت أشعر بدوار وتعب كبير جداً من التنقل بين الأماكن المزدحمة وبين كل هؤلاء الأشياء
انظر كم هم متسخون وألوانهم غريبة وكثيرة، حتى أشكالهم غريبةٌ جداً وكأنهم بدائيون جِدًّا
ماذا يحصل معي الآن، أشعر أني قد التصقت بالأرض، أو كأن هناك شيء قد التصق بي، بدأت ارتعب من الخوف، ومن هذا الشيء الملتصق بي
ما هذا الشيء، ومن هذا القذر الذي قذف القطعة الكبيرة اللزجة ووضعها على الأرض
لماذا يفعلون هذا، ألم يعلموا بعد أن هناك متميزين بالرقي والنظافة والرفعة، سوف يمشون على الأرض اليوم
أنظر هناك أيضاً مياه قذِرة سوداء، رائحتها كريهة
كفى يا أنتم . . ما عدت قادراً على تحمل أشيائكم
هذه ، وتحمل هذا المكان بأوساخه الذي لا يليق إلا بكم أنتم فقط
حقير هذا المكان ، ولا أعلم كيف سأتجاوزه، وأتجاوز هذه المحنة والقاذورات، بدون أن تلمسني وتغير من ملامح مظهري وعنفواني، وكيف سأتحمل أن أقف فوقها لبعض الوقت، إنها قذِرة وباردة ورائحتها كريهة جداً، وأيضاً بها أشياء صغيرة وغريبة تتحرك وتريد أن تلتصق بي وتقترب مني وتحاول أن تدخل بداخلي، سوف أحاول أن أتحرك بعيداً عنها وأهرب من هذه القذارة، ومن هذه الأشياء الكريهة الغريبة
أخيراً خرجت، لكني محملاً بالكثير من الأشياء الغريبة والقاذورات، وقد أصبحت قذِراً جداً وتغير لوني الأسود الفريد اللامع وأصبح شكلي غريباً وعجيباً وقبيحاً
أريد أن أذهب من هنا وبسرعة إلى البيت، لأني أشعر بإحساس غريب وتعب كبير، وأحس بتمزق كبير في كل شيء بداخلي، ومن كل شيء جميل بداخلي
نعم . . الجميل أن أكون بالبيت الآن، وخصوصاً بعد كل ما حصل معي اليوم من عناء وشقاء، ورؤية الكثير من الأشياء والقاذورات على الأرض
أخيراً وصلت إلى البيت، وبالطبع شكلي غريب وعجيب وحالي صعب جداً، ولوني المتميز الفريد بدأ يتلاشى كثيراً، سوف أدخل هناك وأجلس قليلاً وأرتاح
ماذا يحصل هنا أيضاً، لماذا لا أرى أحد هنا، ولا يوجد أحد يهتم لوجودي
ماذا يحدث معي
وكأني مجرد حذاء
!!
هذا اليوم . . أشعر بإرهاق وتعب كبير جداً، وأشعر بضيق وإن حالتي النفسية ليست على ما يرام، وهناك أمر غريب يحدث معي ومفاجئ
أرى الهواء يتخللني جيداً، وبدأ يحيطني من كل زاوية، ومن الأسفل والأعلى
سوف أذهب لأجد حلاً لم أصابني، وأجد من يعرف عن علتي هذه، وما هذا العارض المفاجئ؟
وصلت أخيراً للمكان المناسب، مكان راقي ونظيف جداً ورائحته جميلة، سوف أدخل وأحاول أن أشرح لهم عن أوجاعي الكبيرة والتمزق الذي حدث معي فجأة، وخصوصاً تلك الأشياء الكثيرة التي أحسها بداخلي وبدأت تكبر وتكبر، وشعور بوخز حاد يؤلمني، وهناك أيضا الهواء الكبير الذي يتخللني من كل مكان، وكم أصبحت الآن أشعر بالبرد الشديد
نعم يا سيدي أنا متعب جداً، وأشعر أني قد هرمت فجأةً، وبدأت حالة اللاشعور بكل شيء ترهقني، حتى أصبحت حالتي النفسية صعبة جداً
ماذا يفعل هذا، وكأنه لأول مرة يشاهد مثلي وكم أنا فريد ومتميز، وكم أنا جميل ولوني غريب ونادر ولا وجود لمثله
غريب أمر هذا الشيء، أظنه لا يفهم شيء، وكأني أتيت للمكان الغير المناسب والخاطئ
لماذا يضغط عليّ ويعصرني بهذه الطريقة الغريبة، وما كل هذه الأشياء القريبة منه وبعضها بيده، أظنها هذه آلة حادة
يا ترى ماذا سيفعل بها، وماذا سيفعل بي أنا
كفى يا هذا . . لا أريد أي شيء منك، ولا أريد أن أبقى هنا، وكل ما أريده الآن أن اذهب إلى البيت مسرعاً
آه . . قد ابتعد الآن هو وآلته الحادة الغريبة، ماذا أرى هناك، أراه يهمس مع شيء آخر، وبدأوا ينظرون إلي بتعجب ودهشة واستحقار وكراهية
لماذا ينظرون باتجاهي هكذا وبهذه النظرة الغريبة، ماذا.. فعلت أنا، حتى يحدث معي كل هذه الأشياء، ولم كل هذه النظرات والتصرفات الغريبة، ولماذا أصبح الألم كبير وشديد، وبدأ الإحساس بالوحدة عميق
لا . . سوف أرجع إلى البيت الآن، وهذا هو الحل الأفضل، حتى أرتاح من كل شيء، ومن هذا الإحساس المؤلم والمدهش
أخيراً وصلت إلى البيت، وبسرعة سوف أتجه إلى مكاني المخصص النظيف، وأبتعد عن التفكير بتلك الأشياء الغريبة، ومن كل الأمور التي حصلت سَابِقًا واليوم
ما هذا . . لماذا يحركني هذا بهذه الطريقة المؤلمة، ماذا يريد مني هذا الشيء، لماذا يضعني بهذه الطريقة بداخل هذا الكيس المظلم، وما هذه الرائحة الكريهة، وما هذه القاذورات التي تحيط بي من كل جانب، من الأسفل ومن الأعلى
يا ترى . . ماذا فعلت الآن، ولماذا هذا المكان مظلم جداً، ولا يوجد به أحد غيري، وليس به أي فُسحة من الهواء
ماذا يحدث أيضاً، لماذا لا أستطيع أن أخرج من هذا المكان، ومن هذا الكيس المظلم المليء بكل شيء قذِر وكريه؟
ماذا يحدث . . أشعر أني سقطت من مكان بعيد ومرتفع جداً، وكأني اصطدمت بشيء كبير جداً وصلب جداً
وكأنها الأرض داخل هذا المكان والزمان
!!
لماذا . . يقذفون بي هكذا من فوق مكان مرتفع، بلا رحمة وشفقة واحترام وثناء
!!
وكأنني فقط بقايا حذاء
!!!