منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    الهاربه ساخره

    avatar
    nada_m


    المساهمات : 9
    تاريخ التسجيل : 14/06/2012

    الهاربه  ساخره Empty الهاربه ساخره

    مُساهمة  nada_m الخميس يونيو 14, 2012 12:42 am

    ناظر بصاراته على وجهه.. زرك جلابيته على منكبه وركب بنطلونه.. ووقف يحاني بيسا.. تزاحم من حوله الناس.. فجأة تصروط داخل بيس ممتلئ.. وخظ يده على كفته المسروحة ونتر عرفه المعتاد..

    "من يفضلك سيدتي.. سيكون جميلا أن تتحرحزي في اتجاه مقدمة القطار".

    كانت المرأة التي ترفد جيرة تخرصه بإحدى عينيها وهي تحجب وتتفل..

    توقف البيس ونزل منه رجل ليخلي مقعده شاغرا.. اندفع نحو المقعد لكن رجلا آخر كان قد عدل قعدته فيه.. خرصه وهو يقول: "بشع جدا أن تستخدم عضلاتك في مثل هذه الأمور التافهة.. أراهن على أنك تتفق معي"

    لم يتكلم الرجل وإنما وخظ كصبته ونشك بسعادة عارمة.. تابع كلامه نحو الرجل الذي يشم "صدقني كم نحن تعساء لأننا لا ندرك قيمة النظام.. كثيرون من الناس يذهبون إلى الجحيم لأنهم لا يستحقون الجنة". رد الرجل كصبته وهو يمسح يده على أنفه قبل أن يقول "هيه إذا لم تكن متخطيا مغسلا فلا تركبني مع فمك مرة أخرى".. وضع يده على منكبه قائلا "العفو.. قد أكون أسأت التصرف.. لكن حكمتك سوف تجعل مني شخصا بريئا".

    فجأة همزه رجل يقف خلفه "أنت تقدم أو خلينا نتقدم".. تلفت نحوه قائلا "بكل فرح.. المهم أن ندرك جميعا أن أخطاء صغيرة قد تغرق العالم بمشاكل لا نهاية لها"..

    خرصه الرجل ببلادة وهو يفكر في عرفه وسرواله.. وقف البيس ونزل الكثير من الركاب..

    قعد براحة تامة وهو يقول للرجل الذي يشم "يؤسفني أن شابا في مثل عمرك ومع ذلك لا يخرج من المنزل.. دعني أقول لك إنه عنيد.. إننا جميعا أشقياء في رأيه.. إنه لا يكف عن الهذيان.. أوه.. ماذا نفعل بحق السماء؟.. هنا لا توجد دور لحضانة الشيوخ.. كم يكون ذلك ركيكا في بلد حضاري".

    دك الرجل فيه عينيه وهو يقول "أيها المباركون هذا الغرس أشبه فيه أن يفتصل معي قبل أن أمسه بشمبانة ركبتي فيصبح عينا بيضاء"..

    قلع بصاراته ولبس جلابيته وناظر رجل سرواله وهو يقول "سامحني أيها الأب المقدس.. نحن جميعا بشر.. بابا وحده هو الذي لا يكف عن صب الشتائم.. إنه يعتقد أن تضاريس العالم ليست على ما يرام.. ويتكلم كثيرا عن التاريخ والأجداد.. إنها أساطير ركيكة تلك التي يتحدث بها عن أجدادنا.

    جلست بجانبه امرأة في الثلاثين تقريبا قبل أن يقول لها رجل من الزر الآخر للبيس "اجلسي مع النساء.. هذا حرام.. لا تكوني في زر الرجال".. علق الرجل الذي يشم "يا ويلها جلست في زر النساء".. أما هو فقد رد بصاراته ومسح عرفه قائلا "المسألة يا سادة في منتهى البساطة.. إنها مسألة ذوق.. أليس كذلك حبيبتي؟ كم كنت فعلا أتمنى أن تجلس بجواري سيدة فاضلة.. أوه ماما دائما تقول إنني أحب النساء.. أحيانا يخزمها الشيطان.. ويوحي لها بخرافات في منتهى السخافة".. رصفت المرأة وكرت على البيس "وقف يا أخي لأنكز عنك.. لا حجة بيننا وبينكم.. الله لا إله إلا هو".. خرصها من فوق البصارات وهو يضحك "طائشة متهورة.. ليست لديها مشاعر تدافع عنها.. تملك قلبا ميتا.. إنها لا تشعر بأدنى نوع من السعادة.. هكذا المرأة في الثلاثين.. حماقة عاصفة وشيء من التهور.. بطارية قصيرة الأمد.. ما علينا".. التفت نحو الرجل الذي يشم "إنها في منتهى البلادة.. صدقني المرأة مثل السمكة تموت فجأة لكنها تعيش حياة حافلة بالأحداث"..

    وقف الرجل الذي يشم وطلب من الانكسير أن يتوقف "سوف أنكز هنا.. لم يشركني بيس مع هذا العربي أو النصراني المجنون.. لعله مصاب بجنون البقر"..

    قلع بصاراته وفسخ جلابيته وهو يقول "يؤلمني أن للشيوخ أفكارا ساذجة"..

    رصف خارجا من البيس.. طلب منه الانكسير أن يخلصه.. زرك جلابيته على منكبه وهو يضحك "أتمنى أن تكون شهما وتسامحني.. ليست عندي أوقية واحدة" خرصه الانكسير وهو يقول "لن تبوج من هنا قبل أن تطبع العشرين".. زركه بالجلابية وهو يقول "نحن جميعا عصبيون.. إن الشتاء البارد يخلق من حولنا جوا رهيبا من التنافر.. لو أن ألفريدو واكوادلوبي كانا هنا في هذا المكان لحدثت أشياء كثيرة.. أنا واثق من أن السماء سوف تمنحنا مزيدا من الرحمة".. طار قلب الانكسير وكركر بسرعة ليهرب في البيس.. بينما لبس هو جلابيته ونتر عرفه وناظر بصاراته وبدأ يضحك قبل أن يشوف فتاة يعرفها "يوه.. شوشيتا.. شوشي أيتها الحلوة.. كم تبدين رائعة في هذا الفستان!.. ستكون السهرة رائعة.. صدقيني شوشو سوف تمنحيني الدفء بعد كل هذا الصقيع"..

    دارت الفتاة نعائلها تحت باطها هاربة عنه فتمقط خلفها وهو يعيط "شوشي انتظري.. هذه دعابة ثقيلة.. شوشي سأصلي من أجلك"..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 1:17 pm