هذا الأسبوع كتبت كثيرًا عن الموقف الخاص بشيكابالا وانفعاله بشكل غير جيد على مديره الفنى حسن شحاتة، وأيضا العناد التام من مانويل جوزيه مع الكابتن حسام غالى، واليوم لا بد أن أتطرق إلى اثنين من أفضل المدربين الذين تولوا قيادة الكرة المصرية فى السنوات الأخيرة. الاثنان حقَّقا ما لم يحققه أى مدير فنى مصرى أو أجنبى فى تاريخ مصر الكروى، فالاثنان حفرا اسميهما بالنور والذهب ببطولاتهما وعظمتهما التدريبية التى طالت وامتدت إلى إفريقيا وأيضا العالمية.. شحاتة الأول فى تاريخ إفريقيا فى الفوز بثلاث بطولات إفريقية قارية، وأعتقد أنها لن تتكرر مرة أخرى على صعيد العالم أجمع. حسن شحاتة تولى الإدارة الفنية لنادٍ عريق وكبير، نادى الزمالك، وأنا أعلم جيدًا أنه يواصل فى أمواج الصراع المتلاحقة داخل حديقة النادى. الكل متربص له. الكل عاوز يركب الموجة داخليًّا وخارجيًّا. مش بس الحديقة بتاعة النادى. الكل كان بيصوّر نفسه للكابتن حسن شحاتة أنه بيموت فيه عشقًا وحبًا، وأنا فاكر حاجة مهمة جدًا، أن عدوك ابن كارك، وده المثل المصرى القديم. واحد نجح مع كل الأندية بالصعود والفوز ببطولات، ونجح مع منتخب الشباب فى الفوز بكأس الأمم الإفريقية، وختمها بثلاث بطولات قارّية، ومش عاوزين بعض المدربين تغلى منه! أنا فاكر كان فيه مدرب كبير قوى قوى، يوميًّا كان معايا وكان كل ما الكابتن يكسب بطولة يتكلم عن أشياء أخرى، وأنا شايفه دلوقت، بسم الله، مالى المواقع كلام وحب وعشق للكابتن. هو أول واحد بيتكلم عليه مع بعض المقربين له، يااارب استرنا من الناس دى أصحاب المليون وجه.. أعتقد أن قدر حسن شحاتة كبر جدًا أكثر وأكثر باستقالة مسببة بسبب عدم اتخاذ مجلس الإدارة قرارا ضد ما يسميه بالقرارات التربوية، وهذا فى حد ذاته ضربة لبعض الأشخاص فى عدم التمسك بالمنصب والمال قبل الالتزام والأخلاق والمبادئ التى لا بد أن يتمسك بها المدرب قبل المجموعة.. مستر مانويل جوزيه، الكل كان فى انتظار القرار الخاص بالرحيل، مش عارف ليه، علشان كان مسكّتهم ببطولاته، ولّا علشان راجل صريح ودغرى ومابيعرفش يلف ويدور، مع أنى أنا كتبت عنه أنه تعامل بشكل غير احترافى فى مشكلة حسام غالى، لكن هذا لا يقلل من أنه تاريخ كبير مع أكبر نادٍ فى الشرق الأوسط.. البعض كان فى انتظار القرار الخاص برحيله، ولم ينتظر كثيرًا، بسم الله، التقطيع اشتغل فى كل مكان، تناسوا أن الرجل حقق ما لم يحققه أى مدرب آخر تولى قيادة النادى الأهلى. صحيح الإدارة وفّرت كل شىء، وهذا يُحسب له شخصيًّا، على قوته وثقته بنفسه وإمكانياته وتعامله مع الإدارة.. الكل حاليا سانن سكاكينه فى تقطيع مستر جوزيه فى الحال والتوّ. أول ما الرجل أعلن رحيله، شاهدت وسمعت ما لم أسمعه فى السنوات السبع التى تولاها، من بطولات تخطت حاجز الـ١٩.. رجل كان لديه طموح وقوة شخصية فى السيطرة على مجموعة من السوبر ستار جماهيريتها كبيرة جدا، ولذلك المبجلون أصحاب المواقف الذين انهالوا تقطيعا فى الرجل وبشكل سيئ أثار حفيظة جمهور الأهلى كله، الذى يكن للرجل كل احترام وتقدير على ما قدمه للنادى الأهلى.. مش عارف مستر مانويل وكأنه كان قاعد على قلبهم والله حاجة تكسف كنتو فين وهو المدير الفنى للنادى الأهلى، لم أسمع أن واحدًا منكم كان قادرًا أن يرفع حاجبه بس، مش صوته ضد مانويل جوزيه. والله حرام، المبادئ فى العالم كله لا تتجزّأ، ولكن عندنا فى مصر بتتقطع، ماعلهش أكل العيش والغيرة والخوف على مصالحنا الشخصية.. عموما أنا من أكتر الناس الذين انتقدوا جوزيه فى مباريات كثيرة، لكنى امتدحته أيضا كثيرًا لأنه كان الممول الأول لمنتخب مصر فى بطولات كثيرة وحقق ما لم يحققه مدرب آخر.. مصر رحل عنها اثنان من المدربين فى أسبوع واحد، أعتقد أنهم حققا ما سيصعب على أى مدرب آخر، حتى كدابين الزفة بتوع الإقالة، علشان الشرط الجزائى. مصر فعلا ستفتقر إلى عناصر كثيرة، منها الاحترام، والتاريخ، والشخصية، والمبادئ، والبطولات، والمنافسة.. كل التحية والتقدير من مصر كلها بمختلف ميولها لحسن شحاتة ومانويل جوزيه.