منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    دلالات تصعيد التوتر فـي سيـنـاء

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

    دلالات تصعيد التوتر فـي سيـنـاء Empty دلالات تصعيد التوتر فـي سيـنـاء

    مُساهمة  Admin الخميس يونيو 21, 2012 1:43 am

    تحرص مراكز البحوث الإسرائيلية دوما علي متابعة مختلف أحداث المنطقة عامة ومصر خاصة‏.‏

    وقد تزايد اهتمام هذه المراكز بأحداث المنطقة منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير التي تعامل معها كثير من الساسة بوصفها نقطة فاصلة في تاريخ المنطقة. وبطبيعة الحال فإن هذا الاهتمام لا تقتصر حدوده علي مراكز البحوث وإنما يمتد ليشمل القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل.
    يلاحظ كل من يتابع الشأن الإسرائيلي أن إسرائيل لا تتوقف عن دق طبول الحرب في المنطقة ملوحة بحقها في الحفاظ علي أمنها الداخلي والقومي. وتعد مفردة الأمن الاسرائيلي من أكثر المفردات العبرية شيوعا في الخطاب الإسرائيلي إلي الدرجة التي يصعب معها تعريفها حيث إن مفردة الأمن بالنسبة لإسرائيل متشعبة وفضفاضة. وتراقب إسرائيل باهتمام بالغ الشأن المصري منذ أن جرت انتخابات الرئاسة المصرية, ولا تكف عن التفتيش في مختلف التصريحات الصادرة عن مرشحي الرئاسة المصرية أو عن التفتيش في كل ما يحدث عبر الحدود المصرية الإسرائيلية.
    يحرص المسئولون الإسرائيليون في هذه الآونة علي الادلاء بتصريحات شتي تهدف إلي تكثيف الاحساس بأنه تسود حالة من الفوضي العارمة في سيناء بغرض الإيحاء أن أمن إسرائيل الداخلي لم يعد يحتمل مثل هذا التوتر. وقد عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو عن هذا الوضع في تصريحاته سواء تلك الصادرة باللغة العبرية الموجهة للداخل أم الصادرة عنه باللغة الإنجليزية والموجهة إلي المجتمع الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية,فقد أدلي أخيرا بتصريح في أحد المؤتمرات الصحفية جاء فيه ان دولة اسرائيل تواجه حاليا علي جبهتها الجنوبية أي في سيناء(TheWildWest) اي الغرب المتوحش. وقد حرص نيتانياهو علي أن يستخدم هذا التعبير الدارج في اللغة الانجليزية الأمريكية ليوحي للمستمع أو القارئ الأمريكي أن الوضع السائد في سيناء لا يختلف كثيرا عن الوضع الذي ساد في الجزء الغربي من الولايات المتحدة في فترة الاستيطان الذي سادت فيه الفوضي والخروج عن القانون. واستخدم نيتانياهو هذا التعبير أيضا ليؤكد من خلاله أنه مثلما عاني الرجل الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية من حالة الفوضي فإن مواطني إسرائيل يعانون حاليا مما عاناه الرجل الأمريكي من قبل, ولا شك أن استدعاء التجربة الأمريكية في لغة الخطاب الإسرائيلي يهدف إلي الحصول علي تأييد الأمريكيين للأجندة الإسرائيلية تجاه سيناء.
    تتزامن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو الهادفة إلي زرع القلق في نفوس الإسرائيليين مما يحدث في الجنوب, مع سيل جارف من الأنباء الاسرائيلية التي تتحدث عن اعتداءات متواصلة علي الحدود المصرية الاسرائيلية, أو عن اعتداءات سافرة علي نصب تذكاري لجنود إسرائيليين قتلوا في سيناء ابان فترة حرب الاستنزاف, أو عن الجدار العازل الذي تعمل إسرائيل علي استكماله بامتداد الحدود المصرية الإسرائيلية لتأمين حدودها. وتتفق مثل هذه التصريحات والأنباء المنشورة في الصحافة الإسرائيلية مع مقالات وتقارير أخري منشورة في الصحف الصهيونية الأمريكية تتساءل بدورها عن طبيعة الجهة التي تحكم سيناء. ولا تهدف مثل هذه النوعية من التساؤلات إلي الاستفهام بقدر ما تهدف إلي الإيحاء بأن إسرائيل تستنكر ما يحدث في سيناء وأن صبرها بدأ ينفد, وأنه لم يعد بوسعها احتمال حالة الفوضي المزعومة هناك, وأن سيناء لم تعد خاضعة للسيادة المصرية.
    إن الأنباء الواردة من إسرائيل عن سيناء تهدف في حقيقة الأمر إلي دق طبول الحرب والإيحاء أن مصر أصبحت تشكل مصدرا للازعاج والقلاقل في المنطقة. تعمل إسرائيل جاهدة علي تكثيف مثل هذا الإحساس, ومن هنا فقد توجه اللواء' يوآف جالنت' أخيرا إلي العاصمة الأمريكية واشنطن حيث ألقي فيها محاضرة أمام مركز واشنطن لدراسات الشرق الادني الذي يعد واحدا من اهم وابرز مراكز البحوث الأمريكية المتخصصة في شئون المنطقة. وقد القي اللواء' جالنت' محاضرته باللغة الإنجليزية وكان عنوانها' الأمن الأسرائيلي في بيئة متغيرة'. وتعد هذه المحاضرة التي حضرها عدد كبير من كبار الساسة الأمريكيين علي قدر كبير من الأهمية, فذكر فيها ان مراكز القوة في منطقة الشرق الأوسط تتمثل في الجيش والمسجد, وكان للجيش دائما الغلبة غير أن ماحدث في مصر أخيرا وفيما يسمي بالربيع العربي اعطي الغلبة للمسجد. وما يحدث الأن في مصر يجب متابعته بقلق بالغ, حيث ان مصر سبق لها ان شاركت في حروب كثيرة كما ان جيشها لازال اقوي جيوش المنطقة في ظل حالة السلام.
    يوضح ما ذكره' جالنت' أن الخبراء الاسرائيليين يرون أن مصر تشهد حاليا صراعا حادا بين القوي الدينية في مصر من جهة وبين المؤسسة العسكرية من جهة أخري, وأن هذا الصراع قد تكون له نتائج وتداعيات خطيرة علي مستقبل علاقات مصر الخارجية. وعبر' جالنت' عن هذا الأمر في المحاضرة بقوله:' إن مصر تواجه في هذه الفترة أزمة اقتصادية خانقة, ومن المرجح ان توجه سهام الغضب في ظل هذه الفترة التي لا يوجد فيها حاكم قوي إما الي عدو خارجي مثل الولايات المتحدة الأمريكية والتي هي الشيطان الأكبر أوإلي اسرائيل التي هي الشيطان الأصغر'. ويوضح ما ذكره'جالنت' أن إسرائيل تنظر بقلق بالغ إلي ما يحدث في مصر عامة وفي سيناء خاصة, وأنها تعمل علي تكريس الإحساس بالقلق والخوف في أوساط الادارة الأمريكية.
    من المؤكد ان اسرائيل ستدق طبول الحرب بعنف وبقوة خلال الفترة المقبلة وستعمل جاهدة علي تصعيد الموقف سواء عن طريق تسليط الضوء بقوة علي أي تصريحات مصرية تتحدث عن الغاء اتفاقيات السلام أو عن إقامة الخلافة الإسلامية تكون عاصمتها القدس. ويتعين علي كل من يستعد في هذه الفترة لدخول القصر الجمهوري والجلوس علي كرسي الرئاسة أن يدرك جيدا طبيعة الفارق بين المعارك الانتخابية التي خاضها نيابة عن حزبه أو جماعته وبين المعارك السياسية, فمصر دولة لها مقدارها وقدرها في المنطقة والعالم, كما أن سيناء التي رويت بدماء المصريين والتي جاد المصريون بأرواحهم للدفاع عنها يجب ألا تتحول إلي ورقة يتم التلاعب بها وبأقدارها.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 3:23 pm