منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    إنقـاذ إيـــــران عبر نفق شنغهاي

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

    إنقـاذ إيـــــران عبر نفق شنغهاي Empty إنقـاذ إيـــــران عبر نفق شنغهاي

    مُساهمة  Admin السبت يونيو 30, 2012 4:32 am

    تثبت إيران في كل مرة تخوض فيها جولة جديدة من المحادثات مع الغرب بشأن برنامجها النووي أنها أكثر حنكة وقوة وقدرة علي المماطلة‏,وكعادتها دائما تطلق طهران تحذيراتها وتهديداتها بالانسحاب من أي مفاوضات ما لم يتم رفع العقوبات

    المفروضة علي صادراتها البترولية والاعتراف بحقها في تبني برنامجها النووي للأغراض السلمية. فمن أين اكتسبت هذه القوة والثقة لكي تتحدي بهما الغرب بالرغم من إعلان الاتحاد الأوروبي أنه لن يتزحزح عن موقفه المتعلق بحظر البترول الإيراني المقرر أن يدخل حيز التنفيذ أوائل يوليو المقبل؟
    في الواقع إن إيران تمتلك ثاني اكبر مخزون غازي وتعد رابع منتج للبترول في العالم وبامكانياتها الهائلة التي تمتلكها تعتبر احدي الدول التي تحظي بدور مهم في منظمة شنغهاي للتعاون والتي تضم الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزيا وطاجيكستان وأوزبكستان حيث تعد إيران قوة كامنة لهذه المنظمة الاقليمية. فمنذ تشكيلها عام2001, عملت المنظمة علي تثبيت سياسات استراتيجية لها بحيث يكون لمواقفها دور واضح في السياسات الدولية. ولم تكتف المنظمة بأعضائها الستة بل ضمت إيران ومنغوليا والهند ووباكستان وأفغانستان لها بصفة مراقب, وبيلاروسيا وسريلانكا وتركيا بصفة شريك في الحوار. وبذلك أصبحت المنظمة التي تضم ايران في عضويتها تمثل ما يقارب من نصف سكان الأرض. وتحاول المنظمة عبر القطبين الرئيسيين فيها, روسيا بثقلها السياسي الكبير وخلفيتها التاريخية, والصين العملاق الإقليمي المتصاعد, تكريس مواقف واضحة لها لاسيما فيما يخص شئون أعضائها.
    فقد أعلنت المنظمة عن مواقف واضحة لها في بيان صدر في ختام قمتها الأخيرة أوائل الشهر الجاري في بكين أكدت فيه معارضتها أي تدخل عسكري في شئون هذه المنطقة او فرض تغيير للنظام بالقوة أو عقوبات من طرف واحد. وينطبق الحال بالطبع علي الوضع في إيران حيث أعلنت المنظمة أن اي محاولة لتسوية القضية الإيرانية بالقوة لن تكون مقبولة وستؤدي الي عواقب لا يمكن توقعها. ومن هذا المنطلق انتبهت إيران إلي النتائج الإيجابية التي يمكن أن تعود عليها بالنفع من خلال وجودها ضمن منظمة شنغهاي وتوطيد علاقاتها مع هذه الدول خصوصا الصين التي تأتي في المرتبة الثانية عالميا بعد الولايات المتحدة من حيث استهلاك البترول وروسيا التي تحظي باهتمام خاص من جانب إيران كونها أحد المصادر الأساسية للأسلحة والتكنولوجيا النووية حيث تحاول إيران إيجاد شبكة من المصالح وتقديم إغراءات اقتصادية إلي روسيا. ولا تقتصر علاقات التعاون الروسية-الإيرانية علي التكنولوجيا النووية والتبادل الاقتصادي فقط بل تتجاوز هذه المجالات إلي تعاون وثيق في ملف تقسيم ثروات حوض بحر قزوين وحمايته من الهيمنة الغربية. وبالفعل نجحت الجمهورية الاسلامية في فرض نفسها كلاعب قوي وفاعل علي الصعيدين الاقليمي والدولي. واخر هذه النجاحات اصرار روسيا ومنظمة الامم المتحدة علي ان تدخل ايران, لما تمتلكه من تاثير ونفوذ, علي خط الازمة السورية للخروج بتسوية تعيد الامن والاستقرار لهذا البلد.
    فموسكو تسعي بشكل علني إلي إبراز اهتمامها بإيران كدولة ترتبط بفلك المصالح الروسية في المنطقة ولم يخف الرئيس بوتين إعلان ذلك في قمة شنغهاي الأخيرة حيث وصف لقاءه بالرئيس أحمدي نجاد باللقاء المهم مع الشريك القديم معلنا إن طهران لها الحق في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. وسارعت إيران من جانبها للتأكيد علي حرصها امتلاك التكنولوجيا النووية. وسعت بالفعل الدبلوماسية الروسية, خلال اجتماع موسكو الاسبوع الماضي, وهو ثالث اجتماع في سلسلة المحادثات النووية بين إيران والقوي الست منذ استئناف الجهود الدبلوماسية في أبريل بعد توقف دام15 شهرا, لتقريب وجهات النظر بين طهران والغرب علي أمل أن يحقق خطوة نوعية تبعد هاجس تشديد العقوبات أو الضربة العسكرية عن إيران. وجاء الوفد الإيراني إلي محادثات موسكو بهدف رئيسي يتمثل في الحصول علي اعتراف من الدول الست الكبري بحقها في تخصيب اليورانيوم وباقي برنامجها النووي. ولكن كالعادة أختتمت المباحثات دون إحراز أي تقدم, فيما اتفقوا علي اجتماع قادم للمتابعة الفنية في اسطنبول يوم3 يوليو القادم بهدف انضاج الأفكار حول المقترحات الايرانية حيث طلبت الدول الغربية وقتا اضافيا للرد عليها.
    ويظل السؤال مطروحا, هل إيران قوة صاعدة تستطيع أن تتحدي الغرب؟ مع إن إيران تبدو قوة إقليمية صاعدة, تمتلك ترسانة حربية ضخمة وتبحث عن قوة نووية وتكنولوجيا متطورة, لكنها تواجه من المشاكل والتحديات ما يكفي إلي إعاقتها للوصول إلي دولة إقليمية كبري. فهي تقف علي رأس اقتصاد مهزوز وعملتها الوطنية فقدت أكثر من40% من قيمتها خلال السنوات الماضية فضلا علي أن العقوبات الإقتصادية التي تتعرض لها سوف يكون بالتأكيد لها أثر مباشر علي برنامجها النووي وقدرتها العسكرية في نهاية المطاف

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 3:19 pm