منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    جرائم واشنطن المسكوت عنها فى افغانستان

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

     جرائم واشنطن المسكوت عنها فى افغانستان Empty جرائم واشنطن المسكوت عنها فى افغانستان

    مُساهمة  Admin السبت يونيو 30, 2012 5:03 am

    ما ذنب أطفالنا‏..‏ ما ذنب نسائنا‏..‏ لماذا يقتلوننا ؟ سؤال حائر طرحه مواطن أفغاني فقد عائلته في غارة لقوات حلف الأطلنطي ذات القيادة الأمريكية علي قريته‏,‏ ولكنه للأسف لم يجد إجابة شافية لتساؤلاته

    وبالطبع لم تكن هذه هي الواقعة الأولي التي استهدف فيها الجنودالأمريكيون مدنيين أفغانا أو باكستانيين سواء بشكل متعمد أوغير متعمد. ففي الوقت الذي تتصاعد فيه الصيحات الأمريكية المنددة بوحشية النظام السوري ضد الثوار المطالبين بالحرية, أو الرافضة للملف الصيني لحقوق الإنسان أو المعادية لشكل الحكم الديني الجائر من وجهة نظرها- في إيران وغيرها من النظم في دول العالم الثالث, نفاجأ بممارسات القوات الأمريكية الدامية والمشينة في أفغانستان وباكستان. فواشنطن سعت جاهدة علي مدي أكثر من عشر سنوات لإضفاء الشرعية علي وجودها في هذه الدول بدعوي حماية العالم من شرور طالبان والقاعدة, إلا أن الأكيد أنها لا تبذل أي جهد في محاولة حماية المدنيين هناك من قسوة وتعالي وظلم الجنود الأمريكيين.
    فعلي مدي العقد الماضي, تحولت جملة قتلنا4 مسلحين وأصبنا آخرين في غارة ليلية علي قرية شمال أفغانستان إلي بيان معتاد لقوات الأطلنطي, التي تسعي لمطاردة مسلحي القاعدة وطالبان بغض النظر عما تشكله من خطر علي الأطفال أو المدنيين الأبرياء. فبمجرد الاشتباه في احتمال وجود أحد عناصر الحركات المتطرفة في أي منطقة أفغانية كانت أو باكستانية, فإن هذه القوات لا تتواني عن تدمير عدد لا بأس به من المنازل والتضحية بأكبر عدد من المدنيين. وهذه الغارات الغاشمة ليست الانتهاكات الوحيدة التي يتعرض لها المدنيون هناك, ولكن واقعة حرق نسخ من المصحف الشريف علي أيدي عدد من الجنود الأمريكيين في قاعدة باجرام الجوية, كانت الإهانة الكبري التي من الممكن أن يتعرض لها شعب مسلم علي أرضه. فالقوات الغربية التي تدعي نشر الأمن والأمان وتتفاخر بتحضرها وحمايتها لحقوق الإنسان لم تتورع عن الاستخفاف بالأديان والأرواح وانتهاك هذه الشعوب جسديا ومعنويا. ولم تجد قيادة هذه القوات سوي التعلل بإفراط جنودها في تناول المشروبات المسكرة كتبرير لجريمتهم. ولم تكن واقعة قتل جندي أمريكي لـ16 مدنيا أفغانيا, من بينهم9 أطفال, سوي حلقة جديدة في مسلسل الانتهاكات الأمريكية غير المبررة التي يصعب الربط بينها وبين المهمة الرئيسية للقوات الدولية في أفغانستان والتي تدعي السعي لإقرار السلام وحفظ الاستقرار في المنطقة. هذا الاحتقان بين أفراد القوات الأمريكية ــ الذي ربما يعود إلي ظروف تجنيدهم ــ انعكس بشكل واضح من خلال اعتداءاتهم المتكررة علي المدنيين والمقدسات. ولكنه خلق في الوقت ذاته نوعا جديدا من الصراع غير المرغوب فيه. فقد كرس الرفض الشعبي الأفغاني للوجود العسكري الأمريكي, خاصة أن هذا الوجود أصبح يشكل خطرا علي الأبرياء. فالشرطي الأمريكي القوي الداعم للخير فقد بريقه في نظرهم. فبالرغم من كل ما تدعيه الولايات المتحدة من إنجازات في أفغانستان, فإن الواقع يؤكد أنها فشلت حتي الآن في القضاء علي التنظيمات المسلحة والمتطرفة, بل إنها فشلت أيضا في إرساء أي من قواعد الديمقراطية في هذه الدولة الفقيرة التي عانت علي مدي التاريخ من ويلات الحروب, التي لم تكن طرفا فاعلا في أي منها.
    الأزمة الأفغانية مجرد نموذج لازدواجية المعايير التي تعاني منها الولايات المتحدة والغرب. فسقوط قتيل أمريكي أو أوروبي واحد في أفغانستان ــ علي سبيل المثال ــ ينذر بسيل من الاتهامات للقاعدة والإرهابيين, بل ويشعل الضوء الأخضر لسلسلة من العمليات العسكرية الانتقامية التي تستهدف العناصر المتطرفة, ليسقط في المقابل العشرات من النساء والأطفال والمدنيين بلا أي ذنب. ولكن مقتل المدنيين علي أيدي القوات الغربية, غالبا ما يتم تبريره بالجنون والضغوط النفسية. فالأمر أصبح أشبه بأفلام الحركة الأمريكية, فالبطل لابد أن يكون منزها من العيوب فهو الخير ومن حوله هم الشر.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 3:28 pm