الوضع في سوريا في مرحلة النهاية وبدأ العد التنازلي لسقوط بشار الأسد,وتشبه صحيفة الجارديان البريطانية الوضع بفيلم سينمائي يتوقع أن تكتب كلمة النهاية في أي وقت, وقالت إن النقطة المحورية لهذه النهاية المحتومة بدأت بمقتل أربعة من كبار المساعدين العسكريين والأمنيين.
من الدائرة المحيطة بالأسد. وفي هذا الملف نلقي الضوء علي تداعيات الأحداث الأخير ة في سوريا علي الساحتين العربية والدولية.
أجندة بريطانيا الخفية في الصراع
ثلاث لقطات تعرض مجتمعة دور بريطانيا وأجندتها الخفية في الصراع في سوريا.
الأولي: المندوب البريطاني في مجلس الأمن وهو يرفع يديه متحمسا لتأييد مشروع القرارالأخير, الذي أجهضته روسيا والصين, بفرض عقوبات أشد علي النظام السوري وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
الثانية: عبد الله الثاني, ملك الأردن, وهو يستقبل ويليام هيج وزير الخارجية البريطانية يوم18 يونيو الماضي.
الثالثة: هيج( بعد شهر بالضبط من لقائه بعبد الله) وقد تخلي علي الرسميات, ورسم علي وجهه علامات الأسي, وهو يتحدث عن عجوز سورية في مخيم بشابشة الأردني الذي يأوي آلاف اللاجئين السوريين الفارين من القتال في بلادهم المجاورة. أزمة ثقة لم تكن بريطانيا تتوقع, أبدا, أن توافق روسيا والصين علي مشروع القرار الذي شاركت لندن في صياغته مستهدفا, كما قال مقترحوه, تشديد الضغط علي النظام السوري وإلزام الأطراف بتطبيق خطة أنان. ورغم إن بريطانيا, صرخت ولاتزال بأعلي صوتها قائلة إن المشروع لم يتضمن أي إشارة إلي تدخل عسكري في سوريا, فإن التاريخ القريب لا يترك أي مجالا للثقة في النوايا البريطانية والأمريكية, من وراء أي مشروع قرار, طالما ورد فيه ذكر, ولو بالإشارة, للفصل السابع. فهذا ماحدث في ليبيا. فقد جري التصديق علي قرار فرض حظر الطيران فوق ليبيا بموافقة الصين وروسيا. وتبين لاحقا أن الهدف كان هو تغيير النظام الليبي بالقوة. إذ بعد فرض الحظر, تلقت المعارضة الليبية السلاح والمساعدات العسكرية وزحفت علي طرابلس وأسقطت نظام القذافي بقوة السلاح الغربي, عبر القنوات والمسالك العربية.
تنسيق مع الملك
في الصورة الثانية, لقاء هيج والملك عبدالله قد تكون الإجابة. فبعد شهر من هذا اللقاء, تمكنت المعارضة السورية المسلحة من أن تضرب قلب دمشق في العمق الامني بتفجيرها مقر الأمن القومي, وقتل رموز أمنية مثل وزير الدفاع ونائبه آصف شوكت, صهر الأسد وغيرهما. لم تقل بريطانيا صراحة إن كان لها دور في العملية. ولما سأل الأهرام الخارجية البريطانية عن مساهمة بريطانية محتملة في عملية بهذا الحجم, قالت متحدثة باسمها بريطانيا تدرب معارضين فقط علي جمع الأدلة لتوثيق جرائم حقوق الإنسان. واستبعدت المتحدثة أن يكون لبريطانيا عناصر قادرة علي الوصول إلي مثل هذا المستوي من صناع القرار والسياسات العسكرية في سوريا. غيرأن بريطانيا لم تنف أن عسكرييها, ومنهم مجموعة من القوات الجوية الخاصة تدرب أفرادا وقادة من المعارضة السورية المسلحة. وفي ظل حماس ملك الأردن الواضح خلال الأسابيع الأخيرة لتغيير نظام الأسد, ونظرا لحساسية الصراع, فإنه لا يحتمل أن تستخدم بريطانيا وشركاؤها الغربيون والعرب المتحمسون لدعم المعارضة السورية عسكريا, أراضي الأردن دون التنسيق مع الملك. وهذا ما فعله, علي الأرجح, هيج خلال لقائه بالملك عبدالله.
السعودية وقطر
أحد اتهامات لندن لموسكو وبكين هو أنهما يقدمان مصالحهما القومية فوق أرواح ملايين السوريين. وهذا البعد الإنساني للصراع في سوريا, هو ما تحاول بريطانيا التركيز عليه. ولقاء هيج مع اللاجئين السوريين في الأردن هو جزء من هذه المحاولة, وتعهد بأن تزيد بلاده المعونات الإنسانية للاجئين. وتري بريطانيا أن أحد وسائل إنهاء المآساة الإنسانية السورية هو تقديم الدعم للمعارضة السورية, وتصر علي أن الدعم البريطاني عملياتي فقط يتعلق بالتدريب علي الاتصالات بين رجالها المسلحين علي الأرض. غير أنها لا تعترض علي تزويد الآخرين لـ الجيش السوري الحر بالسلاح الفعال في مواجهة الجيش النظامي.
أذرع إيران
علي المستوي الاستراتيجي الأبعد, تنفذ بريطانيا, وهذا مبعث انتقادات داخلية حادة للحكومة البريطانية, السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وأحد أركان هذه السياسية هو عزل إيران وتجريدها من حلفائها وقطع أذرعها في المنطقة. ولأن بريطانيا تؤمن بفعالية العقوبات, فإن الخلاص من النظام السوري الحالي يحكم حلقة العقوبات علي رقبة إيران. فقد بات معروفا أن سوريا تسعي لمساعدة الإيرانيين علي تحدي العقوبات النفطية الأوروبية والأمريكية. و أبرمت في شهر يوليو الماضي, اتفاقا لإنشاء خط للغاز الطبيعي بقيمة10 مليارات دولار, يربط حقول الإنتاج الايرانية عبر العراق بسوريا وقد يتنهي إلي سواحل لبنان علي البحر المتوسط. وهذا يمكن الإيرانيين من تصدير الغاز إلي أوروبا. في حالة نجاح هذا المسعي, فإنه سيشكل خطرا علي سيطرة شركات البترول العالمية, مثل بريتش بيتروليم وبريتش جاز البريطانيتين, علي موارد البترول في الشرق الأوسط. وسقوط النظام في سوريا من شأنه وقف مثل هذه المشروعات وتشديد حصار إيران, وقطع أحد الطرق الإساسية لإمداد حزب الله اللبناني بالسلاح, وزيادة تأمين إسرائيل.
من الدائرة المحيطة بالأسد. وفي هذا الملف نلقي الضوء علي تداعيات الأحداث الأخير ة في سوريا علي الساحتين العربية والدولية.
أجندة بريطانيا الخفية في الصراع
ثلاث لقطات تعرض مجتمعة دور بريطانيا وأجندتها الخفية في الصراع في سوريا.
الأولي: المندوب البريطاني في مجلس الأمن وهو يرفع يديه متحمسا لتأييد مشروع القرارالأخير, الذي أجهضته روسيا والصين, بفرض عقوبات أشد علي النظام السوري وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
الثانية: عبد الله الثاني, ملك الأردن, وهو يستقبل ويليام هيج وزير الخارجية البريطانية يوم18 يونيو الماضي.
الثالثة: هيج( بعد شهر بالضبط من لقائه بعبد الله) وقد تخلي علي الرسميات, ورسم علي وجهه علامات الأسي, وهو يتحدث عن عجوز سورية في مخيم بشابشة الأردني الذي يأوي آلاف اللاجئين السوريين الفارين من القتال في بلادهم المجاورة. أزمة ثقة لم تكن بريطانيا تتوقع, أبدا, أن توافق روسيا والصين علي مشروع القرار الذي شاركت لندن في صياغته مستهدفا, كما قال مقترحوه, تشديد الضغط علي النظام السوري وإلزام الأطراف بتطبيق خطة أنان. ورغم إن بريطانيا, صرخت ولاتزال بأعلي صوتها قائلة إن المشروع لم يتضمن أي إشارة إلي تدخل عسكري في سوريا, فإن التاريخ القريب لا يترك أي مجالا للثقة في النوايا البريطانية والأمريكية, من وراء أي مشروع قرار, طالما ورد فيه ذكر, ولو بالإشارة, للفصل السابع. فهذا ماحدث في ليبيا. فقد جري التصديق علي قرار فرض حظر الطيران فوق ليبيا بموافقة الصين وروسيا. وتبين لاحقا أن الهدف كان هو تغيير النظام الليبي بالقوة. إذ بعد فرض الحظر, تلقت المعارضة الليبية السلاح والمساعدات العسكرية وزحفت علي طرابلس وأسقطت نظام القذافي بقوة السلاح الغربي, عبر القنوات والمسالك العربية.
تنسيق مع الملك
في الصورة الثانية, لقاء هيج والملك عبدالله قد تكون الإجابة. فبعد شهر من هذا اللقاء, تمكنت المعارضة السورية المسلحة من أن تضرب قلب دمشق في العمق الامني بتفجيرها مقر الأمن القومي, وقتل رموز أمنية مثل وزير الدفاع ونائبه آصف شوكت, صهر الأسد وغيرهما. لم تقل بريطانيا صراحة إن كان لها دور في العملية. ولما سأل الأهرام الخارجية البريطانية عن مساهمة بريطانية محتملة في عملية بهذا الحجم, قالت متحدثة باسمها بريطانيا تدرب معارضين فقط علي جمع الأدلة لتوثيق جرائم حقوق الإنسان. واستبعدت المتحدثة أن يكون لبريطانيا عناصر قادرة علي الوصول إلي مثل هذا المستوي من صناع القرار والسياسات العسكرية في سوريا. غيرأن بريطانيا لم تنف أن عسكرييها, ومنهم مجموعة من القوات الجوية الخاصة تدرب أفرادا وقادة من المعارضة السورية المسلحة. وفي ظل حماس ملك الأردن الواضح خلال الأسابيع الأخيرة لتغيير نظام الأسد, ونظرا لحساسية الصراع, فإنه لا يحتمل أن تستخدم بريطانيا وشركاؤها الغربيون والعرب المتحمسون لدعم المعارضة السورية عسكريا, أراضي الأردن دون التنسيق مع الملك. وهذا ما فعله, علي الأرجح, هيج خلال لقائه بالملك عبدالله.
السعودية وقطر
أحد اتهامات لندن لموسكو وبكين هو أنهما يقدمان مصالحهما القومية فوق أرواح ملايين السوريين. وهذا البعد الإنساني للصراع في سوريا, هو ما تحاول بريطانيا التركيز عليه. ولقاء هيج مع اللاجئين السوريين في الأردن هو جزء من هذه المحاولة, وتعهد بأن تزيد بلاده المعونات الإنسانية للاجئين. وتري بريطانيا أن أحد وسائل إنهاء المآساة الإنسانية السورية هو تقديم الدعم للمعارضة السورية, وتصر علي أن الدعم البريطاني عملياتي فقط يتعلق بالتدريب علي الاتصالات بين رجالها المسلحين علي الأرض. غير أنها لا تعترض علي تزويد الآخرين لـ الجيش السوري الحر بالسلاح الفعال في مواجهة الجيش النظامي.
أذرع إيران
علي المستوي الاستراتيجي الأبعد, تنفذ بريطانيا, وهذا مبعث انتقادات داخلية حادة للحكومة البريطانية, السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وأحد أركان هذه السياسية هو عزل إيران وتجريدها من حلفائها وقطع أذرعها في المنطقة. ولأن بريطانيا تؤمن بفعالية العقوبات, فإن الخلاص من النظام السوري الحالي يحكم حلقة العقوبات علي رقبة إيران. فقد بات معروفا أن سوريا تسعي لمساعدة الإيرانيين علي تحدي العقوبات النفطية الأوروبية والأمريكية. و أبرمت في شهر يوليو الماضي, اتفاقا لإنشاء خط للغاز الطبيعي بقيمة10 مليارات دولار, يربط حقول الإنتاج الايرانية عبر العراق بسوريا وقد يتنهي إلي سواحل لبنان علي البحر المتوسط. وهذا يمكن الإيرانيين من تصدير الغاز إلي أوروبا. في حالة نجاح هذا المسعي, فإنه سيشكل خطرا علي سيطرة شركات البترول العالمية, مثل بريتش بيتروليم وبريتش جاز البريطانيتين, علي موارد البترول في الشرق الأوسط. وسقوط النظام في سوريا من شأنه وقف مثل هذه المشروعات وتشديد حصار إيران, وقطع أحد الطرق الإساسية لإمداد حزب الله اللبناني بالسلاح, وزيادة تأمين إسرائيل.