منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    الملف النووي الإيراني بين الانتخابات الأمريكية والضغوط الإسرائيلية

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

    الملف النووي الإيراني بين الانتخابات الأمريكية والضغوط الإسرائيلية  Empty الملف النووي الإيراني بين الانتخابات الأمريكية والضغوط الإسرائيلية

    مُساهمة  Admin الأربعاء أغسطس 15, 2012 4:32 am

    يبدو أن الملف الإيراني كعادته لا تنطوي صفحاته علي الاطلاق‏,‏فلقد كان ومازال هو القاسم المشترك في كل وسائل الإعلام العالمية المسموعة والمقروءة والمرئية.

    حيث تحتل التصريحات التي يدلي بها كل من الايرانيين من جانب والامريكان والإسرائيليين من جانب اخر الصدارة في شتي وسائل الإعلام. ورغم ما كشف عنه من تفاصيل الخطة الامريكية التي ناقشها وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا والتي تتضمن توجيه ضربة عسكرية للمنشآت الاستراتيجية الايرانية بصواريخ توماهوك والتي سيتم اطلاقها من حاملات طائرات في الخليج ثم تقوم طائرات أمريكية بضرب هذه المنشآت تنطلق من حاملات طائرات امريكية موجودة في الخليج ايضا. ان كشف تفاصيل الضربة الامريكية يثير السخرية والضحك في آن واحد لان امريكا لو ارادت مهاجمة ايران فانها لن تعلن علي الخطة التي ستتبعها لان نجاح اي عملية عسكرية يعتمد في المقام الاول علي الكتمان والسرية اذا هذا الخبر له دلالات عدة اهمها انه يدخل في اطار الحرب النفسية وما يثير السخرية هو تحديد ميعاد الضربة اي بعد سنة ونصف. وهذا لا يعني بالضرورة ان امريكا لن توجه اي ضربة عسكرية الي ايران ولكن لن يتم الكشف عن تفاصيل الخطة بهذه الطريقة الساذجة. من المستبعد اقدام الولايات المتحدة الامريكية علي اي عمل عسكري ضد ايران قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. فوز رومني في الانتخابات المقبلة يعني ان الولايات المتحدة الامريكية ستعلن الحرب ضد ايران لان الحزب الجمهوري معروف بتوجهاته الموالية للسياسة الاسرائيلية وبدعمه لمنظمة ايباك الصهيونية اما فوز اوباما في الانتخابات الرئاسية المقبلة يعني استمرار سياسة فرض العقوبات علي ايران دون توجيه اي ضربة عسكرية.
    بين هذين المرشحين المتباريين تدفع إسرائيل وبكل قوة الي دق طبول الحرب مع ايران حيث يؤكد الكثير من المسئولين الاسرائيلين ان ايران تمثل تهديدا حقيقيا لوجود الدولة الإسرائيلية. ومن المؤكد ان اسرائيل هي المستفيدة في حالة فوز احد المرشحين ففي حالة فوز رومني ستخوض الولايات المتحدة المعركة بدلا من اسرائيل او ستشارك معها في توجيه ضربة عسكرية ضد إيران. أما في حالة فوز أوباما فإن الولايات المتحدة ستزيد من حجم المساعدات المالية والعسكرية الي إسرائيل.
    وعليه فان تحريك الملف الايراني واثارته هو قضية ستستفيد منها اسرائيل بكل السبل لذا فهي دائمة الحرص علي اثارته وهذا يفسر الدور الاسرائيلي في اثارة مخاطر الملف الإيراني وتأكيدها في كثير من المرات ان ايران باتت قاب قوسين او ادني من امتلاك السلاح النووي حتي وان لم تكن ايران تمتلك سلاحا نوويا فإن إسرائيل ستستغل هذه الورقة الايرانية من اجل تحقيق بعض المكاسب المادية من الولايات المتحدة. اما علي الجانب الايراني فان ايران لا تفوت أي مناسبة دون الحديث عن نيتها ابادة الكيان الصهيوني, ولكن هناك الكثير من التساؤلات التي تطرح بشأن الملف النووي الايراني لماذا تصر ايران علي عدم تفتيش مفاعلاتها النووية ؟ لماذا لا تسمح ايران بتفتيش بعض مفاعلاتها النووية؟ ولماذا تحاول ايران استغلال عامل الوقت بكل الطرق الممكنة؟ كل هذه التساؤلات بدورها تثير الشكوك حول قرب امتلاك إيران قنبلة نووية. ولكن من المؤكد ان إيران إلي الان لا تمتلك اي قنبلة نووية لانها لو كانت تمتلك بالفعل لاعلنت ذلك لتردع اسرائيل والولايات المتحدة.
    مما سبق يتضح ان إسرائيل تحاول منع ايران من امتلاك سلاح نووي لان امتلاكها سلاحا نوويا سيغير موازين القوي في منطقة الشرق الأوسط. ويبدو ان الحرب النفسية بين الطرفيين لن تتوقف ولن تنتهي. فمن المؤكد ان الغالبية العظمي من تصريحات الطرفين تدخل في اطار الحرب النفسية وليس كلاما يحمل المصداقية. لاشك ان أي حرب ستشنها إسرائيل علي إيران فإن حزب الله الذي تموله ايران لن يقف موقف المتفرج بل ستبدا صواريخه في الانطلاق تجاه تل ابيب مباشرة علي حسب تصريحات زعمائه. هذه المعركة بين إيران وإسرائيل لن تكون معركة بين دولتيين بل سيدخل في اطارها عدة دول اخري أي أنها ستكون حربا اقليمية.
    إسرائيل تمتلك اسلحة امريكية متطورة ولكن من المؤكد ان ايران لديها بعض الأسلحة الروسية الحديثة خاصة صواريخ الدفاع الجوي المتطورة. نستطيع القول ان اسرائيل وامريكا لن تقدمان علي مهاجمة إيران الا بعد حسابات دقيقة لعواقب هذه الضربات. ومن الواضح أن الملف الإيراني بالنسبة لإسرائيل هو طبق الحلوي علي مأدبة الساسة الإسرائيليين لانه يجعل انظار العالم تتجه تجاه إيران وهو بالتالي ما يجعل اسرائيل تتحرر من الضغوط الدولية بشان القضية الفلسطنية ويجعل المجتمع الإسرائيلي يلتف حول ساساته الذين يحاولون درء الخطر الخارجي بدلا من الاحتجاج علي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعيةعلاوة علي انه وسيلة لالهاء المجتمع الاسرائيلي بالخطر الذي يحدق به من كل الجوانب وبدلا من التركيز علي اوضاعه الداخلية المتردية. ولكن علي أي شيء يعول كلا الطرفين في معاركهما الكلامية المستمرة لا أحد يعرف. هل تنوي أمريكا ومن ورائها إسرائيل توجيه ضربة عسكرية إلي إيران ولكن بعد أن تؤتي العقوبات الاقتصادية المفروضة علي إيران أكلها وبعد ان يضعف الاقتصاد الإيراني وبالتالي يكون توجيه ضربة عسكرية إلي إيران أمرا يسيرا. ولكن هناك نقطة أخري قد تلعب دورا حاسما في النزاع الاسرائيلي الأمريكي ضد إيران هو أن فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية علي ايران سيثقل كاهل الشعب الايراني الذي من المحتمل ان يخرج الي الشوارع للمطالبة باسقاط النظام الحاكم خاصة في ظل ثورات الربيع العربي, وبالتالي تكون أمريكا قد نجحت في التخلص من النظام الايراني باسهل الطرق الممكنة هذا القول يظل احتمالا ممكنا قد تكشف عنه الأيام المقبلة. مما لاشك فيه ان ما يعانيه الشعب الإيراني في الوقت الراهن خاصة في ظل فرض هذه العقوبات يثقل كاهله مما يجعله يضيق ذرعا بحاكميه. هذا الطرح ربما ستكشف عنه الأيام المقبلة وهو يعتمد في المقام الأول علي رؤية الشعب الايراني لمسألة النزاع الإيراني الإسرائيلي وهل هو متفق مع قادته حول ماهية واهمية هذا الصراع أم ان الأمر لا يعدو إلا أن يكون مجرد مغامرة سياسية يمارسها الساسة الإيرانيون يتحمل الشعب الإيراني وحده عواقبها.
    ربما يكون هذا احد أهم النتائج التي يعول عليها الساسة الأمريكيون من جراء فرض العقوبات الاقتصادية. الملف الإيراني ملف متشابك ومعقد تتداخل خيوطه فيما بينها ولكن هناك بعض المعلومات الخفية. ما هي المعلومات التي لدي اجهزة الاستخبارات الامريكية والايرانية والاسرائيلة والتي لا يعلم عنها الاعلام شيئا وما هي المعلومات المتوفرة لدي الـ( سي اي ايه) حيال المدي الذي وصلت اليه التجارب الايرانية النووية وهل لو كانت إسرائيل وأمريكا لديهما ما يؤكد ان ايران في طريقها لامتلاك سلاح نووي كانت ستقف موقف المتفرج بالطبع لا. بين تعارض الاطروحات وتضارب الرؤي واختلاف وجهات النظر السياسية وتباين المواقف الدولية يبقي الملف الايراني هو الملف الحاضر لفترة من الزمن لم يكتب فصله الأخير ومشهده النهائي الي الان.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 1:24 pm