منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    زيـــارة إيــران فريضـة واجبه

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

    زيـــارة إيــران فريضـة واجبه Empty زيـــارة إيــران فريضـة واجبه

    مُساهمة  Admin الأربعاء أغسطس 29, 2012 1:51 am

    حين تكون مصر‏,‏ هي الدولة الوحيدة في العالم‏,‏ التي تبعت أمريكا وإسرائيل وقطعت علاقتها مع إيران‏
    , فإن هذا بمفرده, يكفي دليلا علي أن ثمة مشكلة تستوجب إعادة النظر, وإعادة الكرامة, والاستقلالية السياسية, في إطار مشروع النهضة العام, الذي بدأت ملامحه بعد الثورة.
    > حين تكون دولة الإمارات أكبر الدول المتضررة من إيران, بسبب احتلال الأخيرة للجزر الثلاث, طنب الكبري وطنب الصغري وأبوموسي, ومع ذلك, فإنها لم تقطع علاقتها الدبلوماسية معها, بل ظلت علي أعلي مستوي حيث يرفرف علم إيران علي سفارتها بأبو ظبي ووصل معدل التبادل التجاري إلي اربعة عشر مليار دولار سنويا, كما تشهد مطارات الإمارات العديد من رحلات الطيران يوميا بين الدولتين. حين يكون الأمر كذلك, ألا يستوجب إعادة النظر, في قطع علاقتنا نحن المصريين, مع دولة لا تحتل أرضنا, وليس بيننا مشكلة ضخمة, اللهم إلا احتمالات التشييع, وتصدير الثورة, والتي يمكن مقاومتها والقضاء عليها في مهدها وقبل ولادتها, وذلك بقوة ديننا وثبات عقيدتنا.
    > حين تكون السعودية التي لها من العداوات الدينية, والسياسية, مالها مع طهران بلغت إلي حد تكفير الشيعة, ومطالبة إيران بتدويل الحرمين, وهذا أمر خطير ومع ذلك لم تقطع السعودية علاقتها معها, بل إن إيران لديها تمثيل دبلوماسي رفيع المستوي, ويزور المملكة كل عام عشرات الآلاف, بين حاج ومعتمر وغيره, ومع ذلك لم نسمع أن شكت الرياض من تصدير الثورة, أو التشييع, مع تسليمنا أن طهران قد تفعل ذلك, وتسعي إليه ونحن بدورنا ننكره ونرفضه ونحاربه, وإن قوة المناعة السنية, وجذور الفكر الإسلامي السني, سوف تحول دون ذلك, وترفضه لكن السياسة فن الممكن أو السياسة هي المصلحة وهذا ما ينتهجه أكبر قطبين متصارعين في العالم الآن أمريكا والصين.. فمما لا شك فيه خلافهما, وعداوتهما استراتيجي, لا جدال فيه.. ومع ذلك فإن أعلي نسبة صادرات في العالم هي الصادرات الصينية لأمريكا, وأعلي نسبة بعثات دراسية هي البعثات الصينية في أمريكا.. لم تنقطع العلاقات بينهما بل ظلت في إطار التعاون, والمصلحة المشتركة, بعيدا عن العواطف, ومع كامل الحذر والترقب, وتلك هي المعادلة السياسية الصعبة التي يجب أن نتعلمها وأن ننفذها.
    > حين نعلم أن هناك توافقا إسرائيليا أمريكيا, علي قرار إستراتيجي مشترك يؤكد منع مصر, من إمتلاك القدرة علي تحقيق نصر جديد علي إسرائيل, حين نعلم ذلك فإن( الفريضة السياسية) توجب علينا أن نتعاون مع كل المسلمين, إيران وغيرها, لتوحيد صفوفنا, وتناسي كل خلافاتنا, لإعداد العدة اللازمة, لمواجهة هذا القرار الإستراتيجي, حتي نبقي دوما في حالة من القوة التي تحفظ لنا أمننا, وكرامتنا, وحقوقنا, وثورتنا, وخاصة أننا لابد أن ندرك ونتأكد أن فوهات التربص الإسرائيلي, مصوبة دائما إلي قلب مصر, وخاصة مصر الثورة.
    لقد قامت ثورة25 يناير, لتبعث فينا روح التغيير والنهضة, وهذا يفرض علينا المواقف الوطنية المجردة, في إطار من مصلحة مصر, واستقلال قرارها, وسيادتها في كل شيء, ولهذا فإن قرار الرئيس بالسفر إلي إيران, يمثل رسالة واضحة إلي العالم, خاصة أمريكا وإسرائيل,
    أن قرارنا مستقل, كإستقلال إرادتنا, وأن روح الثورة من التغيير والنهضة تسري في كل قراراتنا, ومواقفنا, وأنه لا إملاءات علينا بعد اليوم, ولا نقبل من العلاقات إلا ما فيه مصلحتنا, وكرامتنا وإستقلالنا.
    > إن مشروع النهضة يرسم لمصر طريق الريادة, وإن الريادة تتناقض تماما مع الإنطواء, والإنبطاح, والانكفاء علي الذات, وقطع العلاقات مع أي دولة في العالم, وخاصة العربية والإسلامية, لأن ذلك من شأنه مصادرة فكرة( الأمومة المصرية), أو( الأبوة المصرية), التي هي أساس مشروع الريادة والنهضة, لأن الأمومة والأبوة المصرية للعالم, وللمسلمين والعرب لا تعرف القطيعة, وكذلك فإن الريادة التي ننشدها تري بمنظور الحكمة والعقل والمصلحة, تري بقلب الكبير, وتدبر العاقل, ورؤية الحكيم, تري رؤية القوي المتواضع واثق الخطي, رابط الجأش, قوي البنيان, عميق الجذور, وأحسب أن هذه هي رؤية مصر الثورة, مصر النهضة, إنها الرؤية التي هيأت ومهدت لزيارة الرئيس محمد مرسي لإيران, كما ستمهد للعديد من المواقف الوطنية الرائدة, مواقف نترقبها, سوف تنضح حكمة ووسطية, وريادة, واستقلالية ولعل اعتراف مصر باستقلال كوسوفا المسلمة, يكون أحد هذه المواقف القريبة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 1:25 pm