في معرض طمأنة المصريين من مغبة صعود تيار الإسلام السياسي في الساحة السياسية في مصر وغيرها من بلدان المد التحرري العربي, لا سيما تونس.
علي الحقوق والحريات, أكد عقلاء التيار مرارا أن سيطرة التيار في السلطة لا تعني أبدا التطبيق الفوري والمباشر لأحكام الشريعة الإسلامية المتشددة, خاصة الحدود, ولو من دون توافر شروطها الشرعية, وإنما لابد من أن يتدرج الأمر علي مراحل تبدأ بالدعوة إلي سبيل صحيح الإسلام, إلي أن يصبح المجتمع مهيأ لتقبل شرع الله بسلاسة.
ولكن ما إن بدأت الأوضاع تستتب لسيطرة التيار علي مفاصل السلطة حتي صعد عدد من الشيوخ المنتمين للفصائل المتشددة من دعوتهم بغلظة وفظاظة بالغتي الشدة وتتالت اعتداءات مشينة علي بعض المواطنين. ما نري فيه استقواء بسيطرة تيار الإسلام السياسي علي السلطة, خاصة أن قادة التيار, وممثليه في المناصب الرسمية, لم يأخذوا مواقف حاسمة ضد غلو هؤلاء.
لنبدأ بالتذكير بأصول الدعوة في الإسلام القويم, وآداب الدعوة في صحيح الشريعة, القرآن والسنة الثابتة. ليس لغوا أن تبدأ كل سورة من آي الذكر الحكيم بالبسملة: بسم الله الرحمن الرحيم, التي تتبع اسم الرب بصفتين هما صيغتا مبالغة من الرحمة.
ويعتبر الباري أن اللين في الدعوة فرع من رحمة الله للعالمين, دعاة ومدعوين, وينهي قطعا عن الفظاظة وغلظة القلب لكونها مثبطات لغرض الدعوة: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم (آل عمران,158)
ويؤكد عز من قائل الحكمة والموعظة الحسنة طريقا للدعوة: ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (النحل,125).
وفي النهاية, فإن العزيز الحكيم يشدد بوجه عام علي أن: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر( البقرة,) وفي الحديث الصحيح: إن الله رفيق يحب الرفق, وإن الله يعطي علي الرفق مالا يعطي علي العنف.
فهل بعض ما شهدنا من غلظة وفظاظة في سلوك بعض مدعي المشيخة أخيرا يرقي إلي آداب الدعوة الراقية هذه؟ الإجابة لا بد أن تكون بالنفي.
ومن أسف أن لا يتوقف غرم هؤلاء المنفرين عند مسئوليتهم الشخصية. فالأخطر هو أن بعض غلاة المتشددين من البسطاء المفتونين بهؤلاء الدعاة الغلاظ قد يرتكب جرما حتي أبشع. وآية ذلك قتل شاب بريء في إحدي مدن القناة لمجرد وقوفه مع خطيبته بواسطة ثلاثة من غلاة المتشددين من العامة. ويندرج في السياق نفسه الهجوم المقذع علي السيدة إلهام شاهين الممثلة من قبل أحدهم أخيرا.
إن شيوخ التكفير والتعسير هؤلاء مدعون ومنفردون, شكلا وموضوعا.
فليس لهم من جلال الشيوخ أو وقارهم أو سماحتهم أو معرفتهم نصيب. معرفتهم للأسف تتوقف عند قشور سطحية تستسهل التكفير والتعسير علي الناس, خلافا لأمر قويم الإسلام بالتيسير. وفي الشكل, يغلظون القول ويفحشون فيه, حتي إن بعضهم لا يفرق كثيرا عن الشقاة الصعاليك سلوكا. وفي الموضوع لا يدعون إلي سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة كما يأمر صحيح الإسلام. من ثم لا يظهرون في وقار الشيوخ الحق وسماحتهم, بل هم أقرب إلي البلطجية الذين يلوكون قشورا للإسلام العظيم, وغايتهم صب النقمة علي بعض الناس, والعلو في الأرض جورا, وليس اجتلاب الرحمة للعالمين. ألا بعدا لهؤلاء!
في المحصلة, مثل هؤلاء المدعين المكفرين المعسرين والمنفرين مدعي المشيخة لا يضيفون لرصيد الإسلام العظيم بل يخصمون منه. والله عنهم غني والإسلام القويم منهم براء. هم يرتكبون معاصي متعددة لأوامر ونواه صريحة من الخالق البارئ وخاتم مرسليه, وعليهم أن يخشوا مغبتها في الآجلة, إن كانوا مؤمنين.
وإن كانت هذه هي الدعوة إلي سبيل الله التي وعدونا, فظني أنهم سيقودون مصر إلي جحيم هم سدنته قبل أن يسود شرع الله.
في المنظور السياسي, هؤلاء أطلقتهم علينا سيطرة الإسلام السياسي علي البلد, وعلي قادتهم أن يعقلوهم قبل أن تتحول مصر جحيما. وتجب الإشادة في هذا الصدد بدعوة الرئيس بعض الفنانين إلي لقائه وإن كانت ليست بكافية.
مطلوب أولا من منظومة الدعوة الإسلامية, الرسمية والأهلية, ومن ضمنها جماعة الإخوان والجمعيات السلفية, نشر الفهم السليم لمجمل صحيح الإسلام, في منظور المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية السمحاء, وتنزيهه عن القشور بالغة التعسف والتشدد التي يختزل غلاة المتشددين الإسلام العظيم فيها, تعسيرا علي الخلق. ومطلوب علي وجه الخصوص تطهير ساحة الدعوة من مدعي المشيخة الغلاظ المكفرين للناس والمعسرين عليهم من خلال منظومة الأمن- القضاء, متي ما أخطأوا في حق الدعوة وأضروا بحقوق المواطنين. ومطلوب من الدولة ومن تيار الإسلام السياسي بقيادة جماعة الإخوان المسلمين حزمة من الإجراءات والأفعال الضامنة لمدنية الدولة والمجتمع, كنقيض للدولة الدينية أو المجتمع الذي يتحكم فيه غلاة المتشددين. والكفيلة من ثم, بالاحترام البات لكامل منظومة حقوق الإنسان, والتي لا تتناقض في مجملها مع المقاصد الكلية لشريعة الإسلام السمحاء, من دون أي تمييز حسب الجنس أو المعتقد, وليس مجرد التشدق بهذه الأهداف كما حدث في وقت الحملات الانتخابية, للمجلس النيابي والرئاسة.
وتشمل هذه الحزمة تضمين الدستور الجديد مبدأ حماية كامل منظومة حقوق الإنسان من دون أن تترك بابا جانبيا لتقييدها من خلال القانون بدعوي التنظيم.
وعلي أهمية النصوص, فهي لا تكفي لحماية الحقوق ولا بد من أن تكتمل النصوص السليمة أولا بقضاء نزيه وكفء, ومستقل قطعا, وثانيا بقطاع أمن تقوم عقيدته ويضمن تنظيمه نيل غاية حماية أمن المواطنين وصيانة حقوقهم.
وعلي منظومة الدفاع عن حقوق الإنسان الرسمية والأهلية تقع مسئولية كشف الانتهاكات وإيقافها فور كشفها, وتعويض المتضررين عند الضرورة, والعمل علي عدم تكرارها. وعلي الخصوص, نعول علي المجلس القومي لحقوق الإنسان بتشكيله الجديد أن يرقي للمهمة التي أوكلت إليه بالدفاع عن كامل منظومة حقوق الإنسان, والدفاع عن جميع من تنتهك حقوقهم أيا كانوا بصرف النظر عن الجنس والمعتقد, وإلا فسيفقد أي مصداقية وتلصق به تهمة الانتماء النفعي لفصيل الإسلام السياسي وليس لمنظومة حقوق الإنسان النبيلة.
وفي النهاية, مطلوب من قادة الإسلام السياسي, لاسيما من يشغلون مناصب رسمية ويحملون مسئولية تمثيل الشعب مثل السيد رئيس الجمهورية, أن يتبرأوا فورا ودائما من مثل هؤلاء مدعي المشيخة الغلاظ الأفظاظ. لكن المأساة الحقيقية هي أن بعض قيادات الفصيل المتشدد من تيار الإسلام السياسي يمكن أن يحسبوا ضمن هؤلاء, الأمر الذي يضاعف المسئولية علي فصيل الإخوان المسلمين باعتباره القائد للتيار, حاليا علي الأقل.
علي الحقوق والحريات, أكد عقلاء التيار مرارا أن سيطرة التيار في السلطة لا تعني أبدا التطبيق الفوري والمباشر لأحكام الشريعة الإسلامية المتشددة, خاصة الحدود, ولو من دون توافر شروطها الشرعية, وإنما لابد من أن يتدرج الأمر علي مراحل تبدأ بالدعوة إلي سبيل صحيح الإسلام, إلي أن يصبح المجتمع مهيأ لتقبل شرع الله بسلاسة.
ولكن ما إن بدأت الأوضاع تستتب لسيطرة التيار علي مفاصل السلطة حتي صعد عدد من الشيوخ المنتمين للفصائل المتشددة من دعوتهم بغلظة وفظاظة بالغتي الشدة وتتالت اعتداءات مشينة علي بعض المواطنين. ما نري فيه استقواء بسيطرة تيار الإسلام السياسي علي السلطة, خاصة أن قادة التيار, وممثليه في المناصب الرسمية, لم يأخذوا مواقف حاسمة ضد غلو هؤلاء.
لنبدأ بالتذكير بأصول الدعوة في الإسلام القويم, وآداب الدعوة في صحيح الشريعة, القرآن والسنة الثابتة. ليس لغوا أن تبدأ كل سورة من آي الذكر الحكيم بالبسملة: بسم الله الرحمن الرحيم, التي تتبع اسم الرب بصفتين هما صيغتا مبالغة من الرحمة.
ويعتبر الباري أن اللين في الدعوة فرع من رحمة الله للعالمين, دعاة ومدعوين, وينهي قطعا عن الفظاظة وغلظة القلب لكونها مثبطات لغرض الدعوة: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم (آل عمران,158)
ويؤكد عز من قائل الحكمة والموعظة الحسنة طريقا للدعوة: ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (النحل,125).
وفي النهاية, فإن العزيز الحكيم يشدد بوجه عام علي أن: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر( البقرة,) وفي الحديث الصحيح: إن الله رفيق يحب الرفق, وإن الله يعطي علي الرفق مالا يعطي علي العنف.
فهل بعض ما شهدنا من غلظة وفظاظة في سلوك بعض مدعي المشيخة أخيرا يرقي إلي آداب الدعوة الراقية هذه؟ الإجابة لا بد أن تكون بالنفي.
ومن أسف أن لا يتوقف غرم هؤلاء المنفرين عند مسئوليتهم الشخصية. فالأخطر هو أن بعض غلاة المتشددين من البسطاء المفتونين بهؤلاء الدعاة الغلاظ قد يرتكب جرما حتي أبشع. وآية ذلك قتل شاب بريء في إحدي مدن القناة لمجرد وقوفه مع خطيبته بواسطة ثلاثة من غلاة المتشددين من العامة. ويندرج في السياق نفسه الهجوم المقذع علي السيدة إلهام شاهين الممثلة من قبل أحدهم أخيرا.
إن شيوخ التكفير والتعسير هؤلاء مدعون ومنفردون, شكلا وموضوعا.
فليس لهم من جلال الشيوخ أو وقارهم أو سماحتهم أو معرفتهم نصيب. معرفتهم للأسف تتوقف عند قشور سطحية تستسهل التكفير والتعسير علي الناس, خلافا لأمر قويم الإسلام بالتيسير. وفي الشكل, يغلظون القول ويفحشون فيه, حتي إن بعضهم لا يفرق كثيرا عن الشقاة الصعاليك سلوكا. وفي الموضوع لا يدعون إلي سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة كما يأمر صحيح الإسلام. من ثم لا يظهرون في وقار الشيوخ الحق وسماحتهم, بل هم أقرب إلي البلطجية الذين يلوكون قشورا للإسلام العظيم, وغايتهم صب النقمة علي بعض الناس, والعلو في الأرض جورا, وليس اجتلاب الرحمة للعالمين. ألا بعدا لهؤلاء!
في المحصلة, مثل هؤلاء المدعين المكفرين المعسرين والمنفرين مدعي المشيخة لا يضيفون لرصيد الإسلام العظيم بل يخصمون منه. والله عنهم غني والإسلام القويم منهم براء. هم يرتكبون معاصي متعددة لأوامر ونواه صريحة من الخالق البارئ وخاتم مرسليه, وعليهم أن يخشوا مغبتها في الآجلة, إن كانوا مؤمنين.
وإن كانت هذه هي الدعوة إلي سبيل الله التي وعدونا, فظني أنهم سيقودون مصر إلي جحيم هم سدنته قبل أن يسود شرع الله.
في المنظور السياسي, هؤلاء أطلقتهم علينا سيطرة الإسلام السياسي علي البلد, وعلي قادتهم أن يعقلوهم قبل أن تتحول مصر جحيما. وتجب الإشادة في هذا الصدد بدعوة الرئيس بعض الفنانين إلي لقائه وإن كانت ليست بكافية.
مطلوب أولا من منظومة الدعوة الإسلامية, الرسمية والأهلية, ومن ضمنها جماعة الإخوان والجمعيات السلفية, نشر الفهم السليم لمجمل صحيح الإسلام, في منظور المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية السمحاء, وتنزيهه عن القشور بالغة التعسف والتشدد التي يختزل غلاة المتشددين الإسلام العظيم فيها, تعسيرا علي الخلق. ومطلوب علي وجه الخصوص تطهير ساحة الدعوة من مدعي المشيخة الغلاظ المكفرين للناس والمعسرين عليهم من خلال منظومة الأمن- القضاء, متي ما أخطأوا في حق الدعوة وأضروا بحقوق المواطنين. ومطلوب من الدولة ومن تيار الإسلام السياسي بقيادة جماعة الإخوان المسلمين حزمة من الإجراءات والأفعال الضامنة لمدنية الدولة والمجتمع, كنقيض للدولة الدينية أو المجتمع الذي يتحكم فيه غلاة المتشددين. والكفيلة من ثم, بالاحترام البات لكامل منظومة حقوق الإنسان, والتي لا تتناقض في مجملها مع المقاصد الكلية لشريعة الإسلام السمحاء, من دون أي تمييز حسب الجنس أو المعتقد, وليس مجرد التشدق بهذه الأهداف كما حدث في وقت الحملات الانتخابية, للمجلس النيابي والرئاسة.
وتشمل هذه الحزمة تضمين الدستور الجديد مبدأ حماية كامل منظومة حقوق الإنسان من دون أن تترك بابا جانبيا لتقييدها من خلال القانون بدعوي التنظيم.
وعلي أهمية النصوص, فهي لا تكفي لحماية الحقوق ولا بد من أن تكتمل النصوص السليمة أولا بقضاء نزيه وكفء, ومستقل قطعا, وثانيا بقطاع أمن تقوم عقيدته ويضمن تنظيمه نيل غاية حماية أمن المواطنين وصيانة حقوقهم.
وعلي منظومة الدفاع عن حقوق الإنسان الرسمية والأهلية تقع مسئولية كشف الانتهاكات وإيقافها فور كشفها, وتعويض المتضررين عند الضرورة, والعمل علي عدم تكرارها. وعلي الخصوص, نعول علي المجلس القومي لحقوق الإنسان بتشكيله الجديد أن يرقي للمهمة التي أوكلت إليه بالدفاع عن كامل منظومة حقوق الإنسان, والدفاع عن جميع من تنتهك حقوقهم أيا كانوا بصرف النظر عن الجنس والمعتقد, وإلا فسيفقد أي مصداقية وتلصق به تهمة الانتماء النفعي لفصيل الإسلام السياسي وليس لمنظومة حقوق الإنسان النبيلة.
وفي النهاية, مطلوب من قادة الإسلام السياسي, لاسيما من يشغلون مناصب رسمية ويحملون مسئولية تمثيل الشعب مثل السيد رئيس الجمهورية, أن يتبرأوا فورا ودائما من مثل هؤلاء مدعي المشيخة الغلاظ الأفظاظ. لكن المأساة الحقيقية هي أن بعض قيادات الفصيل المتشدد من تيار الإسلام السياسي يمكن أن يحسبوا ضمن هؤلاء, الأمر الذي يضاعف المسئولية علي فصيل الإخوان المسلمين باعتباره القائد للتيار, حاليا علي الأقل.