منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    أكذوبة الدولة الدينية

    avatar
    aljoker


    المساهمات : 11
    تاريخ التسجيل : 13/06/2012

    أكذوبة الدولة الدينية Empty أكذوبة الدولة الدينية

    مُساهمة  aljoker الخميس يونيو 14, 2012 3:50 am

    الفرق بين يومي‏25‏ و‏28‏ يناير‏2011‏ هو الفرق بين انتـفاضة شباب وثورة شعب‏,‏
    صحيح أن الثورة ما كان لها أن تتجسد دون إنتـفاضة الشباب, إلا أن الانتـفاضة ما كانت لترتقي إلي ثورة دون مشاركة الشعب, في علم الفلزات يتشكل الطور الجديد للسبيكة بتخليق أنوية هذا الطور علي مواقع مفضلة, فتنمو النواة بانضمام ذرات جديدة إليها حتي تصل إلي الحجم الحرج اللازم لتأمينها ضد التحلل والذوبان.
    في يوم28 يناير, اجتمعت ثلاثة أمور فاصلة: توافر عدد هائل من المواقع المفضلة للتـنوية, وهي مساجد مصر التي انطلقت منها المظاهرات, ووصول حجم كل نواة إلي الحد الحرج بالانضمام الشعبي الواسع للمظاهرات, واستسلام وانهيار جيش الاحتلال البوليسي.
    كانت الثورة طاهرة بريئة شارك فيها الجميع, وعلي رأسهم جماعة( الإخوان المسلمين), إلي أن أفسد البعض طهرها وبراءتها بعد أسبوع واحد من خلع مبارك, عندما إتهموا د. يوسف القرضاوي أنه خطب جمعة18 فبراير في الميدان حتي يكون خميني الثورة ويساعد الإخوان علي اختطافه, ومنذ هذا اليوم لم يتوقف هؤلاء, من خلال الصحف والفضائيات التي يحتكرون الهيمنة عليها, عن تخوين وشيطنة الإخوان, وإطلاق الأكاذيب والشائعات عليهم, واعتمدوا في افتراءاتهم علي تكتيك معروف, وهو اختراع الأكذوبة وتكرارها وتدبيج المقالات عليها حتي تتحول إلي حقيقة في العقول, كلنا نذكر أكذوبة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض التي ظل الصهاينة يرددونها في أوروبا والولايات المتحدة حتي اقـتنع الرأي العام الغربي بشرعية احتلالهم فلسطين, وكلنا نذكر أكذوبة أسلحة الدمار الشامل, وكيف كان جورج بوش ودونالد رامسفلد وكوندوليزا رايس يكررونها في خطبهم عشرات المرات حتي اقـتنع الأمريكيون بأن صدام حسين علي وشك ضرب أميركا نوويا وكيميائيا, وكذلك في مصر لم يتوقف المناهضون للتيار الاسلامي منذ الثورة عن ترديد أكذوبة الدولة الدينية, علي أمل أن يصدقها الرأي العام المصري, فينقلب علي الإخوان, حتي ولو كان الثمن هو إعادة نظام مبارك/شفيق العلماني إلي الحكم.
    الأكاذيب لاحصر لها.. من الصفقة مع العسكري إلي سيارة الكتاتني الجديدة إلي استثناء رئيسي الشعب والشوري من الحد الأقصي للأجور إلي بيع قناة السويس إلي استبدال القاهرة بالقدس.. إلخ. غير أن أخطر الأكاذيب التي يصر الكذابون علي تكرارها, هي الزعم بأن الإخوان لا علاقة لهم بالثورة, حتي أصبح الإعلام المغرض يتحدث عن الثوار والإخوان.. الإخوان في مواجهة الثوار.. ومرشحو معسكر الثورة فشلوا في دخول جولة الإعادة, للإيحاء بأن د. محمد مرسي ليس مرشحا للثورة. هذه الأكذوبة تتناقض مع الحقائق التالية:
    أولا: مشاركة شباب الإخوان مع غيرهم من شباب مصر في إشعال انتـفاضة25 يناير.
    ثانيا: المشاركة الواسعة للإخوان يوم جمعة الغضب, وانطلاقهم مع جماهير الشعب من المساجد, ولولا هذه المشاركة الإخوانية لما تحقق الحجم الحرج الذي حول الانتـفاضة إلي ثورة.
    ثالثا: دفاع الإخوان المستميت عن الميدان خلال موقعة الجمل, ولولاه لما تمكنت الثورة من البقاء علي قيد الحياة.
    رابعا: حشد المليونيات الحقيقية في الميدان قبل وبعد خلع مبارك. وبدون الحشد الإخواني والإسلامي لا تكتمل أي مليونية أخري.
    خامسا: الأرواح والدماء التي بذلها الإخوان من أجل مصر علي مدي عقود, كانت هي السماد الذي خصب التربة التي أنبتت الثورة.
    إن جماعة مبارك ونجوم الصحف والفضائيات, الذين يتهمون الإخوان بسرقة وإختطاف الثورة, يتعمدون التعتيم علي هذه الحقائق وتجاهلها حتي يتمكنوا هم من احتكار الثورة لأنفسهم والقفز عليها, تماما كما يحاولون الآن اختطاف مصر والقفز علي حكمها بالكذب والتضليل الإعلاميين, وقد وصلت الأكاذيب أخيرا إلي مستوي غير مسبوق, وذلك باتهام الإخوان بأنهم الطرف الثالث الذي قتل المتظاهرين أثناء الثورة وفي ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء, وأنهم الذين أتلفوا الأدلة ضد مساعدي العادلي, ولن ندهش إذا سمعنا فيما بعد أن المدرعات التي داست المتظاهرين كان يقودها محمد البلتاجي وصفوت حجازي وعصام العريان, وأن الشباب الذي كان يواجه هذه المدرعات علي كوبري قصر النيل كانوا من أبناء أحمد شفيق وحملة آسفين يا ريس, يذكرني ذلك بالمجازر التي كان يتعرض لها مسلمو البوسنه قصفا بالقنابل أثـناء حصار سراييفو(1992 ــ1995), عندما كان الصرب ينكرون مسئوليتهم عنها, ويزعمون أن المسلمين يقتلون نساءهم وأطفالهم لاستدرار عطف العالم. وكان الإعلام الغربي يروج لهذه المزاعم, ويؤكد عدم وجود أدلة علي ارتكاب الصرب هذه المذابح.
    كيف نأتمن علي مصر مرشحا قدم رشوة علنية للفلاحين, نقلتها جميع الفضائيات, يطلب بها أصواتهم مقابل عدم اتخاذ أي إجراء ضد من قام منهم بتبوير الأرض الزراعية والبناء عليها؟ إلا يعني ذلك بالمنطق أنها رخصة رئاسية لكل من زعم أنه صوت لهذا المرشح لكي ينشر الخراب في أخصب أراضي مصر؟ الا يعني ذلك أن كل لص يستطيع أن يحتـفظ بما سرق ونهب في مقابل التصويت لهذا المرشح؟ نحن إزاء مرشحين, أحدهما يستخف بعقولنا, بإطلاق سلسلة من الأكاذيب الفجة, ويساعده في ذلك جهاز إعلامي ضخم, مبدع في فنون التضليل والتدليس.. ومرشح آخر صادق خلوق يعرض نفسه علي الشعب لكي ينهض معه بهذا البلد المنهك والمنكوب في نخبته العلمانية.
    لقد فشل الشعب الأمريكي في مواجهة تضليل الإعلام الصهيوني له, فكانت النتيجة أنه فقد أربعة آلاف شاب من أبنائه وعشرات الآلاف من الجرحي والمشوهين أثناء غزو العراق, ربما يكون الفرق الوحيد بين أكذوبتي أسلحة الدمار والدولة الدينية هو قدرة الشعب المصري علي تحقيق ما فشل فيه الشعب الأمريكي.. الانتصار علي التضليل الإعلامي. إن كل ما يحتاجه الشعب لإجهاض أهداف الذين يضللونه ويستخفون بعقله, هو التصويت المكثف لمرشح الثورة, إن الخيار واضح.. إما أن ينصر الشعب مرشح ثورته لينتصر به ومعه علي فلول وذيول مبارك, وإما أن يخذله لينتصر لمرشح مبارك علي نفسه؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 3:21 pm