منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    جوهرة إيطاليا

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

    جوهرة إيطاليا Empty جوهرة إيطاليا

    مُساهمة  Admin السبت يونيو 30, 2012 4:05 am

    لجوهرة هو أندريا بيرلو الذي زين شكل إيطاليا وجعل منتخبها محط إعجاب بعدما كان دائما فوز الأتزوري مصحوبا بعبارات مثل "هذه ليست كرة، فريق ممل، أداء عقيم، أين المتعة، هندافع وانتو مالكو".

    الجوهرة هي خطة إيطاليا التي ابتكرها أريجو ساكي وأعادها للحياة تشيزاري براندللي. 4-1-2-1-2 صاحبة الفضل في ظهور الأتزوري بهذا المستوى المتميز خلال يورو 2012.

    الجوهرة بيرلو من نوع خاص، يحتاج لظروف خاصة يلمع فيها، وهو ما نجح تشيزاري براندللي فيه بعدم خوفه واستمراره في اعتماده على خطة الجوهرة أو 4-1-2-1-2.

    فبيرلو ببطئه وضعفه الجسدي لا يستطيع أن يشغل دور صانع اللعب الكلاسيكي الذي يقف وراء رأس الحربة لأن هذه المنطقة تشهد مواجهة فيها احتكاك وضغط ورقابة لصيقة من ثنائي ارتكاز الفريق الخصم.

    وفي الوقت نفسه، مع تقدمه في العمر أصبح بيرلو غير قادر على اللعب كارتكاز دفاعي متأخر لأنه لا يملك النفس الكافي لمطاردة صانعي ألعاب الفريق الخصم.

    لذلك فإن 4-1-2-1-2 كفلت لبيرلو أن يلعب كارتكاز متأخر حتى يقف بعيدا عن ضغط ورقابة الخصوم، وفي الوقت نفسه أمامه الثنائي دي روسي وماركيزيو أو موتا لأداء الواجبات الدفاعية عنه.

    الصورة المقبلة توضح توليفة إيطاليا، وهي مأخوذة من موقع متخصص في الخطط والتحليل:

    italy

    لكن نجاح بيرلو وإيطاليا حتى الآن يجب ألا يخدع برانديللي، فقد كان سببا فيه ضعف منتخب إنجلترا وخطته، وهو مالن يتكرر أمام ألمانيا في نصف النهائي.

    فولام

    إيطاليا نجحت أمام إنجلترا لأن خطة الجوهرة تكفل للأتزوري كثافة عددية دائمة على طريقة روي هودجسون العتيقة التي جعلت فريق الثلاثة أسود أشبه بناد فولام.

    فإنجلترا تعتمد على ثنائي في وسط الملعب يقوم بكل شيء، الدفاع والهجوم دون وجود ارتكاز ثابت أو صانع ألعاب ثابت.. وشكله ستيفن جيرارد وسكوت باركر.

    وهذه الطريقة جيدة في المباريات البدنية أمام منتخبات لا تعتمد على الخطط المركبة، مثلما حدث أمام السويد أو أوكرانيا.

    أما إيطاليا فتلعب بأربعة مستويات في وسط الملعب، ارتكاز متأخر هو بيرلو أمامه ثنائي من ماركيزيو ودي روسي ويتقدمه مونتوليفو كصانع لعب يتراجع لدعم العمق وقت الدفاع.

    هذا الشكل يعرف بالجوهرة، وقد ضرب إنجلترا خاصة في ظل اعتماد براندللي على عناصر كلها تجيد تناقل الكرة تحت الضغط وإلقاء تمريرات بينية بامتياز.

    4 من إيطاليا في العمق أمام 2 من إنجلترا، كما يظهر في الصورة التالية.. وتلك كانت المعادلة التي نتيجتها الطبيعية اكتساح الأتزوري في نسبة الاستحواذ.

    it-eng

    بيرلو كان يلعب كارتكاز دفاعي دون اي ضغط لأن جيرارد وباركر متراجعان لأداء الأدوار الدفاعية.

    مدرب إنجلترا الأسبق جرهام تيلور: 4-4-2 قتلتنا أمام إيطاليا لأنها منحت بيرلو المساحة المطلوبة للتحكم في مجريات المباراة

    وحين ضغط باركر وجيرارد واضطرا للتقدم حتى تهاجم إنجلترا، كان مونتوليفو يتسلم الكرة وهو وحيد دون رقابة تذكر.

    ولما انفصل باركر عن جيرارد وتولى الأول ضغط بيرلو والثاني مراقبة مونتوليفو، بدأ تبادل الأدوار بين الثنائي الإيطالي مع ماركيزيو ودي روسي يثير جنون إنجلترا ويفشل محاولتها في استعادة الكرة.

    أما أمام ألمانيا فالوضع مختلف..

    ألمانيا تلعب بثنائي ارتكاز أمامه صانع ألعاب واضح، وجناحان يهاجمان من على حدود منطقة جزاء الخصم عكس إنجلترا.

    جناحا إنجلترا يتحركان من الوسط إلى الأمام، أما في ألمانيا فلوكاس بودولسكي وتوماس مولر ينطلقان من على حدود منطقة جزاء الخصوم مباشرة.

    وبالتالي فثنائي ارتكاز إيطاليا الذي يميل للجناحين ماركيزيو وموتا سينشغلا في الأدوار الدفاعية لدعم الظهيرين أمام جناحي ألمانيا.

    بيرلو سيجد أزمة بسبب وجود أوزيل الذي سيضغط على مايسترو إيطاليا، وسيجبره أيضا على التراجع كثيرا.

    579937_420876917945075_100000683126768_1287061_1199273409_n

    أيضا يملك لويف حلا خططيا هو ان يجعل سامي خضيرا الارتكاز المتقدم، وبالتالي يكون دائما قريبا من بيرلو ليضغطه على أن يرتكز شفانشتايجر متأخرا ليمنح المانشافت التوازن.

    وحل برانديللي يجب أن يشمل عددا من التغييرات، أبرزها أن بيرلو يترك مهمة الارتكاز المتأخر لأخر سواء كان دانيلي دي روسي أو غيره.

    دي روسي قادر على التعامل مع أوزيل على أن يتمركز بيرلو عكس خضيرا، حتى يكون بعيدا عن الضغط ويستطيع أداء دور صانع الألعاب المتأخر بارتياح.

    وصانع ألعاب إيطاليا يجب ألا يكون مونتوليفو لأن الأخير لا يقوى على تحدي وسط ألمانيا وقدرته على الضغط.

    ويمكن لأنطونيو كاسانو بموهبته ان يكون هو صانع الألعاب لملكاته في اللعب تحت الضغط والتخلص من رقيبه.

    كما يجدر على إيطاليا الانتباه، لا يمكنها إلقاء كرات بينية خلف قلب دفاع ألمانيا لأن ماتس هوملز مدافع الماكينات يملك قدرة غير عادية على التغطية.

    ولن تتمكن إيطاليا من سحب هوملز خارج منطقة الجزاء بخروج بالوتيلي على الطرفين كما يفعل دوما، لأن جيروم بواتنج الظهير الأيمن لألمانيا لا يهاجم أصلا ويقف كصخرة بجوار هوملز.

    لذا يجب أن يتحرك بالوتيلي على النصف الثاني من قلب دفاع ألمانيا، أي بين فيليب لام الظهير الأيسر وبادشتوبر، هنا يستطيع الأتزوري الحصول على انفرادات من التي يجيد ماريو إهدارها.

    هذه التعديلات مع زيادة الاستفادة من دينامو نوتشيرينو وثقة ديامنتي وفاعلية دي نتالي قد ينقلون إيطاليا إلى نهائي لم يكن أحد يتوقع أن يكون الأتزوري طرفا فيه.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 3:22 pm