منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    قراءة لما دار في كواليس مباحثات موسكو

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

    قراءة لما دار في كواليس مباحثات موسكو Empty قراءة لما دار في كواليس مباحثات موسكو

    مُساهمة  Admin السبت يونيو 30, 2012 4:26 am

    عادت إيران إلي السير علي حد السيف في مباحثات موسكو مع ممثلي السداسية‏(‏ بلدان الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الدولي‏+‏ ألمانيا‏)‏ ومفوضة الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاترين اشتون‏.

    وكانت هذه المباحثات قد سجلت نجاح الوفد الإيراني في إرهاق محاوريه وصد هجماتهم التي تكسرت علي نصال إصراره في جولتين استمرت الأولي لمدة ست ساعات, بينما طالت الثانية لتسع ساعات لم يخرج منها الغربيون إلا بقناعة تقول أن إيران كانت جادة في دراسة المقترحات المقدمة حول الخروج من المأزق الراهن(!).
    عاد الوفد الإيراني برئاسة سعيد جليلي سكرتير المجلس الأعلي للأمن القومي الايراني في مباحثات موسكو إلي إعلان تمسكه بـ الخطة ذات الخمس نقاط في مواجهة مقترحات ممثلي السداسية الدولية والتي تلخصت في ثلاث نقاط بدت كلها أشبه بالإنذارات التي لم تبد عن إيران أية بادرة تقول باحتمالات قبول اي منها. وقد استهلجليلي هذه المباحثات بمحاولة استطلاع ردود الجانب الاخر علي ما طرحه من نقاط وفي مقدمتها: الاعتراف بحق ايران بالتخصيب في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي بما في ذلك في تخصيب اليورانيوم بنسبة20%, والاعتراف بحسن تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية,وقبول مناقشة الموضوعات الإقليمية في إطار تناول حقوق وواجبات الجمهورية الإسلامية الإيرانية,ورفع العقوبات الدولية المفروضة ضدها. أما السداسية ومعها كاترين اشتون فقد عادت إلي طرح مطالبها التي تلخصت في ضرورة توقف إيران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة20%, والالتزام بنقل ما قامت بتخصيبه بهذه النسبة الي بلدان ثالثة, فضلا عن اغلاق منشأة فوردو للتخصيب علي مقربة من مدينة قم. وإزاء إصرار الوفد الايراني علي مواصلة مسلسل إنهاك الخصم, اضطرت كاترين اشتون مفوضة الاتحاد الأوروبي الي الخروج عن دبلوماسيتها المعهودة لتقول أنها ترفض الاستمرار في مباحثات تجري من أجل المباحثات وعلي الجانب الإيراني إعلان قبوله حزمة مطالب السداسية أو تركها, وهو ما كان وعلي ما يبدو وراء إعلان جليلي ان طهران لا تقبل بأقل من الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات الدولية المفروضة من جانب مجلس الأمن الدولي ضد إيران.
    هكذا سجل اليوم الأول لمباحثات موسكو قدرا هائلا من الصعاب ما كان يوحي باحتمالات الانفجار بعد تعثر محاولات التوصل إلي الحل الوسط.وكان مايكل مان المتحدث باسم مفوضة الشئون السياسية للاتحاد الاوروبي أعلن أن مسألة رفع العقوبات عن طهران ستناقش بعد أن تقوم إيران بتنفيذ خطوات محددة, والاستجابة لمطالب السداسية أما الجانب الايراني فقد أعلن عن عدم وجود الأساس الذي يمكن لإيران الاستناد إليه لتغيير موقفها, فيما ربط بين قبول الجانب الأخر لمقترحات طهران شرطا للقبول بما تطرحه السداسية, وهو ما دفع احد المشاركين إلي الاعتراف بان احتمالات التوصل إلي تقدم في مباحثات موسكو ضئيلة جدا, وفي حدودها الدنيا, فيما سخر بشكل غير مباشر من العقوبات التي قال أنها لا تؤثر علي تطوير البرنامج النووي الإيراني, إذ أنها في كل الأحوال لا أثر لها علي حد قوله. ورغم تواصل ماراثون المباحثات المضنية وتكرار اللقاءات علي المستوي الثنائي والمتعدد الأطراف علي مدي يومي المباحثات فلم يتوصل الجانبان الي النتيجة المنشودة وإن خلصا إلي اعتبار الاتفاق حول لقاء الخبراء في اسطنبول في الثالث من يوليو المقبل إنجازا حال دون الإعلان عن فشل جولة موسكو وهو الذي يعلقون عليه الأمل في الحصول علي ما يبدد مخاوف تقدم إيران علي طريق امتلاك القنبلة الذرية. وكشفت اشتون في مؤتمرها الصحفي الذي عقدته في ختام المباحثات عن أملها في الحصول خلال اللقاء المرتقب علي إمكانية البحث بالتفصيل وبصورة شاملة في المسائل التي طرحتها إيران في رد فعلها علي مقترحاتنا. أما سعيد جليلي فقد أفصح من جانبه عن الأمل في أن يسمح لقاء الخبراء المقبل في اسطنبول بالخروج من الطريق المسدود علي حد قوله. وعلي الرغم من ضبابية الموقف بعد فشل التوصل إلي اي من الحلول المنشودة, حرص الجانبان علي عدم الإغراق في اليأس والتشاؤم في محاولة لتصوير إن جولة موسكو أحرزت قدرا من التقدم,أوجزته أشتون في قولها: أن السداسية تلقت أثناء اللقاء بموسكو ولأول مرة رد فعل إيران علي جوهر مطالبها, فيما أضافت: أننا فهمنا كيف يجب علينا المضي قدما في هذه المسألة.أما عن الاجتماع المقبل للسداسية فقد علقه رئيس الوفد الإيراني علي ما يمكن إحرازه في اسطنبول من تقدم. وقال جليلي أيضا أن إيران مستعدة للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية,معربا عن أمله في رفع الإجراءات التي اتخذت ضد الشعب الإيراني مقابل هذا التعاون,وهي تصريحات تبقي الباب مفتوحا أمام مواصلة الاتصالات بما قد يبدد بعضا مما تلبد من غيوم في سماء المنطقة, ويرضي كل الأطراف بما فيها موسكو بوصفها الجهة المنظمة للقاء, واوباما الذي يخشي تأثير الأوضاع علي حملة إعادة انتخابه.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 3:27 pm