منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    أردوغان والأسد‏..‏ يدخلان مرحلة اللاعودة

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

    أردوغان والأسد‏..‏ يدخلان مرحلة اللاعودة  Empty أردوغان والأسد‏..‏ يدخلان مرحلة اللاعودة

    مُساهمة  Admin الثلاثاء يوليو 03, 2012 5:07 am

    بل سنوات قليلة جدا‏,‏ كانت العلاقات التركية السورية‏,‏ في أوجها علي كافة المستويات‏,‏ ليس من بينها الديمقراطية بطبيعة الحال‏,‏ فأهل الحكم في أنقرة‏,‏ وبمرجعيتهم الإسلامية‏,‏ لاشأن لهم بدواخل السوريين فهم أدري بشئونهم‏.‏

    الحق امتن الرئيس السوري ونظامه العتيد, غاية الامتنان لسلوك جيرانه الحميد, وكم كانت هي اللقاءات الدافئة بين زعيمي البلدين اردوغان والأسد الأبن, اللذين صعد نجماهما في فترة متقاربة مع بدايات الألفية الثالثة, بيد أنها امتدت لتصبح شخصية وعائلية وقيل إنه في الوقت الذي كان اردوغان يهاتف صديقه الأسد كانت أمينة هانم زوجة الاول تتبادل الحكايات مع قرينة الثاني أسماء. في تلك الأجواء كان يمكن لأي طائرة حربية من كلتا الدولتين أختراق مجال الدولة الأخري, والعكس دون أن يحدث شئ يكون من شأنه أن يلقي بظلاله علي الوشائج المتينة التي تربط الجارتين الحدوديتين بريا وبحريا. لكن انقلب الحال مائة وثمانين درجة, ليتحول صفو الفضاء الذي يلفهما إلي عتمة حالكة السواد.
    وها هي طائرة إستطلاع ذات مهام تدريبية منزوعة من أي سلاح صغير أو كبير, تجنح من فرط سرعتها, لتلمس سماء ما كانت توصف بالشقيقة, فما كانت من الأخيرة, سوي التعامل معها, بتصويب مدفعيتها الروسية الصنع لتنطلق القذيفة تضرب ما شاهده الرادار, في حين أن الأعراف تشدد في هذا الصدد علي ضرورة التحذير أولا وثانيا وثالثا ثم إجبارها علي الهبوط, خاصة وانها لم تتجاوز حاجز الـ10 أميال المعترف به دوليا, علي حد قول كبير مستشاري الرئيس عبد الله جول. وللانصاف, وهذا ما تعلمه جيدا صناع القرار في ارض الشام, أنه حدثت خروقات سورية خلال العام الحالي للجانب التركي إلا أن تصرف الأخير كان بطريقة جد مختلفة وتجنب العمل العدواني تماما.
    كل هذا يبرهن علي أن حادث الطائرة كان ــ ولازال ـ صدمة بالغة هزت كل ركن من اركان البلاد. ويكفي القول أنه لا حديث بين الناس علي اختلاف أطيافهم وميولهم, طوال الاسبوع المنصرم إلا موضوع الطائرة المغدور بها, وزاد من سخط العامة قبل الخاصة, أن طائرات حربية إسرائيلية لم تكتف فقط باختراق كل عموم الاراضي السورية ولم يعترضها أهل النشامة علي حد تعبير مواطن لايفصل بيته عن الحدود الشامية سوي نصف كيلو متر وربما أقل, بل دكت موقعا سوريا كان يعتقد أنه مشروع لمفاعل نووي ولم ترد دمشق بل نفت بشدة أن يكون العدو الصهيوني قد تجرأ وهاجم أراضيها!! وتركيا نفسها كم من طائرات يونانية وإيطالية وفرنسية واسبانية أنتهكت سماءها لأكثر من114 مرة خلال العام الحالي وكذا المقاتلات الاسرائيلية نحو15 مرة خلال الأشهر الثلاثة الاخيرة دون اسقاطها من قبل السلاح الجوي التركي وانما احتجت عليها انقرة بالطرق الدبلوماسية المتعارف عليها. وهو ما يعني في التحصيل النهائي أنه كان هناك تعمد وأن دمشق كانت تعلم أن جنسية الطائرة عكس ما زعمت به, وكانت وسائل إعلام قد أكدت علي ان سوريا اسقطت طائرة الاستطلاع للانتقام من تركيا بزعم أن الأخيرة نسقت عن طريق جهاز مخابراتها لهروب الطيار السوري بطائرته الحربية ميج21 إلي الأردن, ولم تكتف بذلك فحسب بل قالت إن طاقم الطائرة المكون من طيارين علي قيد الحياة وإنهما محتجزان كرهائن في سوريا.
    أمام كل هذه المشاهد, هل يمكن للمراقب أن يخمن في شئ ما ربما يحدث خلال الأيام القادمة؟ وإلا ما معني ما قالته مسئولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاترين أشتون مؤخرا, حينما أكدت علي أن أنقرة لديها حق الرد علي إسقاط المدفعية السورية طائرة التدريب التركية أف4, وقبل ذلك بقليل نددت واشنطن وعواصم اوروبية نافذة بالوقاحة السورية. وكان الناتو في اجتماعه بالعاصمة البلجيكية بروكسل أكد مساندته لتركيا. ولكن ما طبيعة هذا الرد؟ وهل التعزيزات العسكرية علي الحدود مؤشر علي حرب تعيد إلي الاذهان أجواء ما قبل اتفاق أضنه الامني الشهير في ديسمير1998, حينما كانت أنقرة علي وشك شن عملية عسكرية داخل الاراضي السورية, لضرب معسكرات تابعة لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية, والتي كان يستخدمها الرئيس الراحل حافظ الاسد كورقة ضغط ومساومة علي الساسة الاتراك آنذاك واتفاقهم الاستراتجيي مع إسرائيل.
    غير أن معلومات أظهرت في المقابل تحفظ الجيش التركي في شن عمل عسكري خاصة في ظل مواجهاته الحاصلة بالفعل ضد الانفصاليين الأكراد وعملياتهم الارهابية التي زادت وتيرتها مؤخرا. زاد علي ذلك الموقف الروسي الذي لم يجد أي استفزاز في إسقاط سوريا للطائرة التركية وبالتالي فقد صدق حدس انقرة عندما لفتت انظار أصدقائها وحلفائها إلي أن الاسد لم يكن ليتجرأ إلي تلك الخطوة العدائية متحديا الجيش التركي بدون الدعم العسكري الروسي.
    ولأن الأمر قد يحمل في طياته مخاطر ليس الآن وقتها حرص الإيرانيون علي التدخل وبالفعل قام نائب للرئيس محمود أحمدي نجاد بزيارة لأنقرة في محاولة لعلها تخفف من حدة التوتر بين البلدين, ولكن هيهات فالأسد وأردوغان وصلا بالفعل إلي نقطة اللاعودة.!!

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 3:21 pm