منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    إرهاب وبلطجة باسم الدين

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

    إرهاب وبلطجة باسم الدين Empty إرهاب وبلطجة باسم الدين

    مُساهمة  Admin الأحد يوليو 08, 2012 5:22 am

    هذه بلطجة باسم الدين‏,‏ بل هي إرهاب‏.‏ وإذا كان القانون لم يسمح للشرطة العسكرية والمخابرات الحربية بأن تمارس سلطة الضبطية القضائية فكيف يمكن أن تسمح الدولة لثلاثة أشخاص بلا صفة بالتعدي علي حرمة الحياة الخاصة والحرية الشخصية لفتي وفتاة في مكان عام‏.

    , ثم إزهاق حياة الفتي؟ هل يعرف هؤلاء المجرمون عقوبة العدوان علي الحرية الشخصية علي فتي وفتاة في أوروبا ثم قتل الفتي؟.
    (1)
    ما حدث في السويس للشهيد أحمد حسين عيد الطالب بكلية هندسة البترول والمنقول من السنة الثالثة إلي السنة الرابعه بتقدير عام جيد جدا وقتله وسفك دمه لأنه تجرأ علي الجلوس في مكان عام مع خطيبته هو جريمة يجب ألا تمر بسهولة. فالتساهل معها يبعث رسالة لأمثال هؤلاء القتلة بإسم الدين و'الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر' أن يعيثوا في البلاد فسادا ويفعلوا ما يشاؤن بالآمنين, والمذهل أن حزبي الحرية والعدالة والنور لم يصدر عنهما بيان تتناسب قوته مع فظاعة الجريمة النكراء, وكأنه من الأمور التي يجب أن نعتاد عليها من الآن فصاعدا, أن نجد أشخاصا لا صفة لهم يعترضون طريق الأمنين المسالمين في الطرقات يسألونهم عن الذين بصحبتهم, وإذا إعترض أي فرد أو فتح فمه بكلمة, فالضرب والجلد والقتل علي قارعة الطريق هو جزاؤه, هل هذا دين؟ هل هذا إسلام؟ ما هو الإرهاب والبلطجة إن لم يكن هذا, ولذلك فنحن نتوقع من النائب العام ألا يصبح تكييف الواقعة التي جرت في السويس علي أنها ضرب أفضي إلي موت أو قتل خطأ, بل يجب أن يكون القتل العمد مع الإصرار والترصد, فالمجرمون الثلاثة ركبوا دراجة بخارية وإعتادوا التجوال في شوارع السويس لممارسة هوايتهم فيما يسمونه'هداية الناس' و' إجبار الناس علي إتباع شرع الله' ومن لايقبل هدايتهم فجزاؤه الضرب والقتل عند اللزوم, وهم معروفون بالإسم عند الأهالي ولا مجال هنا لإنكار أنهم ليسوا أعضاء في جماعة متطرفة أو القول بأنهم فلول من النظام السابق, أو من عناصر أمن الدولة المنحل.. فكل هذا كلام فارغ هدفه التغطية علي القتلة والتخفيف من وقع جريمتهم, وتبرئتهم.
    (2)
    هذه الجماعة الإرهابية التي تتسمي بـ' الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر' تتكون أساسا من شباب عاطلين عن العمل حظهم قليل من التعليم ولا يجدون لأنفسهم دورا في المجتمع يمارسونه ليشعروا بأن لهم قيمة إلا عن طريق إرهاب وترويع خلق الله وإثارة الفزع في النفوس. ولست أغالي إذا قلت أن هذه الجريمة باتت تهدد الحياة الإجتماعية في مصر كلها, فكم من فتي وفتاة من أبناء المصريين تضطرهم ظروف الحياة الحديثة إلي البقاء خارج المنازل لساعات متأخرة من الليل بحكم العمل أو طلب العلم أو قضاء الحاجات.
    لقد شهدت المجتمعات المعاصرة جماعات إرهابية متعددة من هذا النوع, فهناك مثلا' جماعة الكوكلوكس كلان' الأمريكية العنصرية البيضاء التي جعلت هدفها تصفية السود المطالبين بالحرية والحقوق المدنية, كذلك جماعات الشباب النازي في ألمانيا, والشباب الفاشي في إيطاليا وميليشيات الحزب الشيوعي السوفيتي وكل هؤلاء كانوا يمارسون العنف والقتل لإسكات المعارضة وإرغام الجميع علي طاعة الحكام وأولي الأمر.
    (3)
    ماذا فعل الفتي والفتاة في السويس حتي إستحقا ما حل بهما, لقد جلسا معا في حديقة عامة, ألم يعرف هؤلاء القتلة الجهلة المتعالمين بغير علم أن عمر بن الخطاب ترك امرأة ورجلا في خلوتهما بمنزل المرأة ولم يعاقبهما لأن المرأة أخذت عليه أنه أخطأ عندما تجسس عليهما وعندما لم يستأذن, فأنصرف عمر عنهما و تركهما لشأنهما. ألا يعرف هؤلاء البلطجية أن التاريخ العربي لو كان قد أصابته النكبة بهم لما كنا قد عرفنا شيئا عن مجنون ليلي قيس بن الملوح, وكثير عزة وعمر بن أبي ربيعة وغيرهم, وهؤلاء كل شهرتهم هي شعر العشق والحب والغرام, ولم يجد المؤرخون العرب أي خجل في رواية أشعارهم التي تتغزل في النساء, ناهيك عن شعر أبي نواس ومجونه وخمرياته.
    من أعطي أي إنسان الحق في أن يقتحم علي أي إنسان آخر حرمته وحريته وهو في مكان عام؟ إن ما حدث يعرض كل أولادنا وبناتنا لخطر داهم, تري هل سنتحول جميعا بسبب هذه الجماعة الملعونة إلي حفاري قبور وحانوتية لأبنائنا وبناتنا.
    هذه الجناية لابد من التعامل معها بكل ما في القانون من صرامة وبأس حتي يكون في العقاب المستحق النازل بالمجرمين نهاية تامة لكل انواع كل هذه الجماعات التي تدعي لنفسها الحق في تعليم الناس مكارم الأخلاق و تغتصب لنفسها حق العدوان عليهم وعلي حياتهم وتسمح لنفسها بالعدوان عليهم وعلي حياتهم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 3:22 pm