اشتبكت قوات من المعارضة السورية أمس مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد قرب قاعدة المخابرات الرئيسية في مدينة حلب بشمال سوريا, وذلك في الوقت الذي قصفت فيه طائرات هليكوبتر عسكرية عددا من الأحياء في دمشق.
وأوضح سكان ونشطاء من المعارضة أن قتالا اندلع في أجزاء أخري في حلب في حين تستعيد قوات الأسد فيما يبدو أجزاء في العاصمة دمشق وأخرجت مقاتلي المعارضة من حي المزة. وأضافوا أن الفرقة الرابعة التي يرأسها ماهر الأسد, شقيق الرئيس السوري, تحاصر حي برزة في شمال دمشق.
واستهدفت قوات الاسد التي توغلت أيضا في منطقة يسيطر عليها المعارضون في حلب جيوب المعارضين ذوي التسليح الخفيف الذي تنقلوا في الشوارع سيرا علي الاقدام وقاموا بمهاجمة منشات امنية وحواجز طرق. وقال سكان ان صوت القصف في العاصمة كان كثيفا عند الغسق الي حد انهم لم يتمكنوا من تمييزه عن صوت مدفع الافطار. وقال ناشطون بالمعارضة ان طائرات هليكوبتر اطلقت صواريخ علي حي قرب منطقة السيدة زينب الجنوبية مما أوقع عشرات من الضحايا.
وقال شهود إن قوات الحكومة السورية قصفت دير الزور بنيران المدفعية وقذائف هاون في حين أطلقت طائرات هليكوبتر صواريخ علي أحياء سكنية للحيلولة دون تعزيز قوات المعارضة سيطرتها علي المدينة الرئيسية الواقعة بشرق البلاد. وقال أحد الشهود وهو ضابط مدفعية سابق لرويترز عبر الهاتف إنه أحصي نحو200 قذيفة سقطت علي حي المطار القديم وحي آخر في المدينة الواقعة علي بعد430 كيلومترا شمال شرقي دمشق. وهذا هو أعنف قصف ترد عنه تقارير منذ أن اقتحم الجيش دير الزور قبل عام لكبح الاحتجاجات في الشوارع ضد حكم بشار الأسد.
ومن جانبه, ذكر مصدر سوري أن القوات المسلحة طهرت حي القابون بدمشق مما أسماه فلول المجموعات المسلحة التي استباحت الحي وروعت قاطنيه, وتمكنت القوات من القضاء علي عدد كبير من المسلحين والقاء القبض علي عدد آخر وصادرت أسلحتهم لتعيد بذلك الامن والامان الي الحي. ونقلت وكالة الانباء السورية عن المصدر إنه تم ضبط كمية كبيرة من البنادق الألية ورشاشات دوشكا وصواريخ كوبرا وقاذفات هاون وكمية كبيرة من الذخيرة وعدد من الاجهزة اللاسلكية وأجهزة الكمبيوتر والكاميرات وبزات عسكرية وأقنعة واقية وهويات وجوازات سفر مسروقة اضافة الي عدد من الاجهزة الطبية والادوية المسروقة.
من جهة أخري, نفي مصدر في سجن حمص المركزي ما تناقلته بعض وسائل الاعلام من أخبار حول حصول انشقاق أو تمرد في السجن مساء أمس الأول, مؤكدا أن ما حصل إشكال عادي بين نزلائه وتم حله.
وقال أحد ضباط السجن في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السورية أمس إن ما جري في السجن عبارة عن إشكال بين السجناء تدخلت عناصر الشرطة في وقته وتمت معالجته بالتعاون مع مدير السجن والنائب العام في حمص.
ومن ناحية أخري, قالت قوات المعارضة أمس إنها سيطرت علي معبر باب السلام الحدودي مع تركيا شمالي مدينة حلب وهو ثالث معبر حدودي مع تركيا تنتزع المعارضة السيطرة عليه خلال أربعة أيام من قوات بشار الأسد. وقال أحمد زيدان المتحدث باسم المجلس الأعلي لقيادة الثورة السورية إن الجيش السوري الحر سيطر علي معبر باب السلام إلا أن قوات الأسد تقصف مواقع المعارضة.
ومن جانبها, قررت تركيا إغلاق معبرها الحدودي جيلفه جوزو التابع لبلدة ريحانلي في محافظة هطاي مقابل المعبر السوري باب الهوي من جانب واحد بعد إحراق تسع شاحنات بالقرب من البوابة السورية باب الهوي. وذكرت صحيفة راديكال التركية أمس أنه عقدت قمة أمنية برئاسة محافظ هطاي محمد جلال الدين, وكبار المسئوليين العسكريين والأمن في المحافظة, واتخذ هذا القرار بهدف تأمين وحماية أرواح المواطنين الأتراك.
وفي غضون ذلك, لجأ160 مواطنا سوريا, من بينهم ضباط برتب عالية, إلي تركيا هربا من الاشتباكات وأعمال العنف الدموية في بلادهم. وذكرت وكالة الاناضول للانباء أن السوريين دخلوا تركيا عبر بلدة ريحانلي بمحافظة هطاي أمس الأول ومن بينهم عسكريان برتبة عميد وآخران برتبة عقيد وعسكري برتبة نقيب وآخر برتبة ملازم أول, إلي جانب مواطنين عاديين وعوائلهم.
يذكر أن تركيا تأوي حاليا نحو43 ألف لاجئ سوري في مخيمات إغاثة, أقيمت لهذا الغرض في محافظات جنوب تركيا.