منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    التقارب المصري ـ الإيراني ومستقبل العلاقات مع الخليج

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

    التقارب المصري ـ الإيراني ومستقبل العلاقات مع الخليج  Empty التقارب المصري ـ الإيراني ومستقبل العلاقات مع الخليج

    مُساهمة  Admin الثلاثاء أغسطس 28, 2012 12:50 am

    بينما تشهد العلاقات المصرية ـ الاماراتية بوادر إنفراجة لمرحلة التوتر التي كانت العنوان الأبرز للعلاقات في مرحلة ما بعد ثورة يناير‏,‏

    جاءت زيارة الرئيس محمد مرسي الي العاصمة الايرانية طهران لتضيف بعدا جديدا للعوامل التي تحدد مستقبل العلاقات ليس بين مصر والامارات فحسب وانما العلاقات المصرية ـ الخليجية بشكل عام.
    توشهدت مرحلة ما بعد الثورة وحتي إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية محاولات لازالة الغموض والشكوك حول التوجهات الخارجية الجديدة لمصر, بما في ذلك الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عصام شرف للامارات, والتي لم تتحقق بعدها علي ارض الواقع أي تطورات ايجابية علي صعيد العلاقات الثنائية, وكان ملف التقارب المصري ـ الإيراني من بين أهم الملفات التي تدور حولها علامات استفهام اماراتية في تلك المرحلة, مما استدعي تأكيد مصر في اكثر من مناسبة, وعبر اكثر من منبر علي ان العلاقات مع إيران لن تكون ابدا علي حساب العلاقات مع دول الخليج الشقيقة, وان أمن الخليج خط أحمر, ولا ينفصل عن الامن القومي المصري.
    ولا يمكن القول إن دول الخليج لاتفضل اعادة العلاقات المصرية الإيرانية لان جميع هذه الدول تقيم بالفعل علاقات دبلوماسية كاملة مع طهران, وتستقبل مسئوليها من كل المستويات وتتواصل معهم في مختلف الفعاليات وترتبط معها بعلاقات اقتصادية وتجارية متميزة, ويكفي الاشارة الي حجم التجارة بين الإمارات وايران الذي تجاوز في بعض السنوات10 مليارات دولار سنويا لتوضيح الصورة في هذا الشأن.. كما أن مثل هذا الادعاء يتعارض تماما مع مبدأ السيادة الوطنية لكل دولة والدعوات التي تطلقها دول الخليج لبعض الدول وتحديدا ايران للمطالبة بعدم التدخل في شئونها الداخلية, ويفسر ذلك عدم صدور أي تصريحات رسمية خليجية للتعليق علي زيارة الرئيس مرسي لطهران أوطرح رؤية دول الخليج لانعكاسات التقارب المصري الإيراني علي العلاقات الخليجية مع مصر.
    ولعل المشهد الأبرز في تطورات العلاقات المصرية الاماراتية جاء عبر تصريحات الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات, واعاد من خلالها وضع العلاقات بين البلدين في سياقها التاريخي والاستراتيجي الصحيح, وحدد الأسس الثابتة التي تقوم عليها حيث أكد ان العلاقات بين الإمارات ومصر هي علاقات تاريخية واخوية, وان هناك حرصا شديدا علي توثيق هذه العلاقات في الفترة المقبلة علي الاصعدة السياسية والاستثمارية والاقتصادية.
    وأشاد وزير خارجية الامارات بحديث الرئيس مرسي في أكثر من مناسبة حول ثوابت السياسة الخارجية المصرية, والالتزام المصري الواضح بالأمن القومي العربي والعمل علي تفعيل منظومة العمل العربي المشترك, مؤكدا أن الدور المصري القوي والمتزن والفاعل ينعكس ايجابا علي العالم العربي ليصبح اكثر تأثيرا علي الساحة العالمية ويمنع التدخلات الاقليمية في الشأن العربي.
    ويوضح خبير في الشئون الخليجية أن الموقف الذي عبر عنه الشيخ عبدالله بن زايد, وحرصه علي تأكيد الاهمية الاستراتيجية للعلاقات مع مصر من جانب, ومحورية الدور المصري القوي الفاعل في مواجهة التحديات الاقليمية التي تواجهها المنطقة من جانب آخر, يعكس ادراكا ووعيا بخطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة والعالم العربي واهمية التحرك علي هذا الأساس. ويؤكد أن الموقف الاماراتي بشأن العلاقات مع مصر يرتبط بما صدر عن الرئيس مرسي خلال استقباله مبعوث رئيس وزراء الامارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم, حينما أكد أن أمن منطقة الخليج العربي هو أمن مصر, وأن ذلك موقف مصري ثابت, وأن مصر تحترم وتتواصل مع الجميع, ولا تتدخل في الشئون الداخلية لأي دولة.
    وفي ضوء التطور الذي طرأ علي العلاقات المصرية الاماراتية تستبعد مصادر خليجية أي تأثيرات سلبية جراء زيارة الرئيس مرسي لإيران لأن دول الخليج واثقة في أن مصر لن تفرط مطلقا في أمن الخليج وهذا ما تم التأكيد عليه مرارا وبالتالي فان هذه الزيارة تصب في مصلحة الدول العربية بشكل عام, والخليجية بشكل خاص, علي اعتبار أن مصر دائما هي توازن استراتيجي لمصلحة الأمة العربية. ويؤكد خبير في الشئون الخليجية ان علي مصر تهيئة المناخ المطمئن لدول الخليج وتحذير إيران من التدخل في شئون دول الخليج, وهذا يتحقق من خلال الاتصال المباشر مع طهران, وبالتالي فان عودة العلاقات المصرية الإيرانية ستكون في مصلحة التوازن الاستراتيجي لدول المنطقة.
    ويشير الي ثقة دول الخليج في أن المصالح المصرية لن تكون علي حساب دول الخليج علي اعتبار أن هناك تكاملا اقتصاديا وسياسيا بينهما, كما أن تأكيد مصر أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري يعكس بوضوح حرص مصر علي ألا تمثل عودة العلاقات مع ايران في أي مستوي تهديدا لدول الخليج وأمنها.
    ويؤكد أنه في ظل الظروف الحالية التي تواجهها دول الخليج العربية والعالم العربي بصفة عامة, فإن الحاجة الي توثيق العلاقات المصرية الخليجية العربية تزداد اكثر من أي وقت مضي, واصبحت ضرورة لحماية امن الخليج العربي والامن العربي عامة, فدول الخليج تواجه اخطارا وتهديدات اقليمية ودولية غير مسبوقة, ولمواجهة التحديات التي تفرضها هذه الاخطار والتهديدات, فهي بحاجة الي مصر القوية القادرة علي القيام بدور فاعل وحاسم في حماية امن المنطقة.. كما أن مصر من جانب آخر تمر بمرحلة تحول صعبة حيث تسعي في عهدها الجديد الي اعادة بناء قدراتها ومصادر قوتها واستعادة دورها العربي الريادي, وهي في هذه الظروف بحاجة ايضا الي دعم دول الخليج العربية وتفهمها لظروفها واحترام خيارات شعبها.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 1:21 pm