منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    تطور السياق الاستراتيجي التهديدات الإقليمية

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

    تطور السياق الاستراتيجي التهديدات الإقليمية  Empty تطور السياق الاستراتيجي التهديدات الإقليمية

    مُساهمة  Admin السبت يونيو 30, 2012 5:01 am

    هناك مجموعة متنوعة من العوامل جعلت منطقة الشرق الأوسط أقل أهمية للولايات المتحدة عما كانت عليه في السنوات الماضية‏,‏ ففي الوقت الذي تخفض فيه الولايات المتحدة عملياتها العسكرية في العراق وأفغانستان‏.

    , ومع انحسار تهديد الإرهاب العابر للحدود الوطنية, فقد أصبحت تعتمد بدرجة أقل علي الأنظمة الإقليمية في مجال التعاون الدبلوماسي والعسكري والاستخباراتي. وهناك العديد من التحديات قريبة المدي التي من شأنها أن تحد من قدرة الولايات المتحدة علي إعادة التوازن لاهتمامها علي التركيز بشكل اكبر علي آسيا ومناطق أخري ذات أولوية, إيران, والتداعيات المحتملة من الصراعات في اليمن وسوريا, والمخاوف بشأن اتفاقية السلام بين إسرائيل ومص
    إيران
    تظل إيران هي الدولة الوحيدة التي تشكل تهديدا كبيرا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة, وعدم رغبتها التقيد بالتزامات منع انتشار الأسلحة النووية يهدد مصالح الولايات المتحدة في تحقيق الاستقرار الإقليمي, وأمن إسرائيل ونظام حظر الانتشار النووي بشكل عام, كما أن الدعم الإيراني للتنظيمات المتطرفة العنيفة في العراق ولبنان وغزة في الوقت نفسه, يسهل الإرهاب ويسهم في خلق المزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة, وتواصل إيران خنق الاحتجاج السلمي في الداخل, وفي ذات الوقت تخطط لهجمات إرهابية في الخارج, من ناحية أخري فإن القدرات البحرية الإيرانية تسمح لها بتعطيل مرور النفط والغاز من خلال مضيق هرمز. وقد رفع شبح التهديد النووي الإيراني ليس فقط من المخاوف الإسرائيلية ولكن أيضا مخاوف حلفاء الولايات المتحدة في الخليج العربي, فقد عبرت دول الخليج السنية عن قلقها من الدعم الإيراني للجماعات الشيعية المقاومة لديها, بالإضافة إلي مخاوفها منذ زمن طويل حول ما يعتبرونه طموحات طهران في الهيمنة, ومع تقديم إيران دعمها لوكلائها في لبنان والعراق واليمن, فإن لدي الأنظمة الخليجية مبررات قوية للقلق, وقد رفعت إمكانية أن تطور إيران قنبلة نووية في غضون سنة من هذه المخاوف, خاصة أن إيران ووكلاءها ستكون أكثر جرأة إذا ما امتلكت الأسلحة النووية في بعض الحالات.
    يمكن في حالتين أن يصبح التهديد الإيراني أكثر إضرارا بمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط, الأولي: التسليح النووي للمنطقة وآثاره من زعزعة الاستقرار, وذلك بإيعاز من البرنامج النووي الإيراني, وهنا فإن بلدانا أخري- وخاصة المملكة العربية السعودية- يمكنها الحصول علي أسلحة نووية, مما قد يؤدي إلي بركان من الانتشار النووي في المنطقة, بالإضافة إلي ذلك, فإن الافتقار إلي التواصل والتفاهم بين اللاعبين الرئيسيين في المنطقة يمكن أن يزيد من احتمالات وجود سوء في التقدير وتصعيد غير مقصود لكوارث نووية, الحالة الثانية قد تؤدي ضربة إسرائيلية أو أمريكية عسكرية علي إيران إلي إعاقة تنمية إيران لبرنامجها النووي, يمكن أن يعرض مصالح الولايات المتحدة في المنطقة للخطر, فيمكن لإيران, علي سبيل المثال, إطلاق صواريخ علي سفينة حربية أميركية في الخليج العربي وتستهدف العاملين الأمريكيين في أفغانستان أو في الخليج أو في بلاد الشام عن طريق هجمات إرهابية, مما سيؤدي إلي رد فعل من قبل الولايات المتحدة, ويمكن لإيران من خلال علاقاتها مع حزب الله والمليشيات الفلسطينية في بلاد الشام أن تقوم بهجمات علي إسرائيل, وعلي الرغم من أن كل هذه الجماعات لديها قيودها المحلية, التي من شأنها أن تؤثر علي درجة تحركها لصالح إيران, فإن مثل هذه الهجمات, علي الرغم من ذلك, يمكنها أن تثير إسرائيل وحتي الولايات المتحدة للرد. في كلتا الحالتين, يمكن أن تصعد ظروف الصراع حتي من أصغر صراع إلي حرب إقليمية أوسع, في حين أن إيران تشكل التهديد الأكثر إلحاحا لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط, ولكن هناك عوامل أخري ستقدم فرص جديدة ومخاطر علي المصالح الأمريكية في المنطقة, ومن بين هذه العوامل مسارات ثلاث دول رئيسية هي: سوريا والعراق ومصر.
    احتمالية وجود إيران المسلحة نووي يشكل تهديدا كبيرا علي مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ويجب أن يقابل برد فعل قوي من جهة الولايات المتحدة وحلفائها, ولكن علي المحللين في جميع الأحوال عدم المبالغة في استعداد إيران في الوقت الراهن في الحصول علي سلاح نووي, أو في التهديد الذي تشكله إيران علي الأمن الاقتصادي والمادي للولايات المتحدة, لقد ضخمت الكثير من التقارير الإخبارية ومقالات الرأي من هذا التهديد, من خلال التركيز الأولي حول سرعة اقتناء إيران القنبلة النووية أو التعامل مع هذا الناتج باعتباره نتيجة حتمية,في الواقع من الواضح أن إيران تسعي وراء استراتيجية دفاع نووي تهدف إلي تطوير القدرة التقنية لإنتاج أسلحة نووية بشكل سريع في حال ما إذا قرر المرشد الأعلي آية الله علي خامنئي القيام بذلك, وتتضمن استراتيجية إيران الدفاعية الجهود المعروفة الرامية إلي السيطرة علي دورة الوقود النووي, والأبحاث السرية ذات الاستخدام المزدوج المتعلقة بالأسلحة وتطوير الصواريخ الباليستية المتقدمة, ونظرا لضيق الوقت سيستغرق إنتاج المواد الانشطارية والتغلب علي العقبات التقنية المرتبطة بالتسليح, فإن لدي إيران علي الأرجح قدرات نووية خام قابلة للاختبار خلال عام تقريبا عندما يقرر القائد الأعلي القيام بذلك, أما تشكيل جهاز يمكن أن يتم تسليمه علي نحو فعال ضد خصوم إيران فمن المرجح أن يستغرق وقتا أطول, في حين أن اختراق نووي يتطلب تحويل مخزون إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب, ومزيد من التخصيب لصنع أسلحة اليورانيوم في ناتانز أو فوردو( كلاهما مرافق معلنة), يتم رصدها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية, إلا انه من غير المرجح أن يقوم خامنئي بأي تصرف إلي حين امتلاك إيران القدرة علي بناء العديد من الأجهزة بسرعة كبيرة أو أن تفعل ذلك في الخفاء وهو ما يمكن أن يحدث بعد سنوات من الآن.
    إن امتداد التهديد الإيراني يمتد إلي ما هو ابعد من قنبلة, حيث إن الادعاءات حول علاقة إيران المعقدة مع تنظيم القاعدة, وقيام إيران بمراقبة معالم مدينة نيويورك, والخطاب السياسي حول الانتقام والجهود العامة الرامية إلي إرباك الغرب لتعزيز تصور بأن هناك تهديدا إيرانيا عالي واسع النطاق لا يمكن إيقافه, بعض من هذه الادعاءات يستحق القلق المشروع, خاصة أن قدرات إيران المتنامية غير المتماثلة في الخليج العربي قد ترفع من حصص سوء التقدير وسوء الفهم. ومع ذلك, ينبغي علي المحللين وصناع القرار السياسي الحفاظ علي وجهة النظر فيما يتعلق بقدرة إيران علي تهديد أمن الولايات المتحدة- وكذلك حلفاء الولايات المتحدة وشركاؤها الإقليميون, حيث تحافظ الولايات المتحدة علي خلق شعور بوجود منظور لديها فيما يتعلق بالتهديد الإيراني, ويتعين علي صناع القرار أن يظلوا مدركين أن حليفتها إسرائيل قد يكون لها تقييم مختلف, فإيران, في نظر بعض الإسرائيليين, تشكل تهديدا فوريا وجوديا علي إسرائيل. ومع ذلك, فإن هجوما إسرائيليا علي إيران يمكن أن يضر بكل من المصالح الأمريكية والإسرائيلية, في حين أن القوة العسكرية يجب أن تبقي.
    سوريا:
    تقف سوريا في منتصف الطريق نحو حرب أهلية, ومسارها النهائي غير واضح الملامح, فوجود نظام جديد في دمشق يمكن أن يجعل ميزان القوي الاقليمي يميل في اتجاه مصالح الولايات المتحدة, وذلك بإزاحة الحليف الرئيسي لإيران والقضاء علي الممول والشريك الرئيسي لحزب الله. والنظام الجديد ربما يكون اكثر انفتاحا لمناقشة خيارات السلام مع إسرائيل, كما أن تغيير القيادة السورية سيساعد علي تخفيف عمليات العنف الأخيرة, وربما حتي في حدوث استقرار سياسي في لبنان, فحدوث تغيير في النظام سيسهم في إعطاء مزيد من الحرية للشعب السوري. ولكن علي الجانب الآخر, فإن استمرار الوضع الحالي, ربما يتسبب في انتشار هذه الحالة في دول أخري مثل العراق والخليج العربي, خاصة اذا تقاطعت مع الخطوط الطائفية أو القبلية أو العائلية, كما أن مصير المخزون السوري من الأسلحة الكيمائية تحديدا يثير المخاوف, وإذا فقد النظام الحالي سيطرته عليها, فربما ينتهي بها الأمر في ايدي أطراف قد ترغب في استخدامها في الأزمة الداخلية السورية, وهو احتمال بدأت الولايات المتحدة وشركاؤها الإقليميون بالفعل في وضع الخطط لمواجهته. ولكن علي الجانب الآخر فإن النظام الجديد ربما يكون أكثر عداء لإسرائيل, كما أنه لا توجد ضمانات واضحة أنه لن يكون بمثل قسوة أو قمع نظام بشار الأسد, وحتي هذه اللحظة مازالت المعارضة السورية ضعيفة ومنقسمة, وهناك عدة أسباب للاعتقاد أن الصراع سيمتد لشهور قادمة إن لم يكن لسنوات.
    العراق:
    العراق أيضا دولة في مفترق طرق, فمن غير الواضح حتي الان كيف أن هذه الدولة الغنية بالبترول ذات الموقع المتوسط سترسخ سياستها, أو ما هو نوع الحكومة التي ستتقبلها,كما أن علاقاتها بالولايات المتحدة ودول الخليج وإيران سيكون لها تأثير جيوسياسي واضح علي المنطقة, وهو أمر يوفر فرصا وكذلك مخاطر علي المصالح الأمريكية, فموقعها الجغرافي بين الدول العربية وتركيا وإيران, فضلا عن مواردها البترولية الهائلة وقدرتها العسكرية المتنامية وشعورها القوي بكرامتها الوطنية يشير الي أنها ستظهر مرة أخري كلاعب هام في المنطقة, ولكن مع ذلك هناك سبب للقلق حول الطريقة أو التوجه الذي ستسير فيه العراق سواء علي المستوي الداخلي أو الدولي, فالتوجهات المعادية للديمقراطية في العراق بما فيها تزايد الفساد في الوزارات, وكذلك وقوع المزيد من التوترات الطائفية, كلها تقلق صانعي السياسة الأمريكيين وتزيد من أهمية إجراء إصلاحات, وفي الوقت الذي يعد فيه ظهور عراق قوي عامل مساعد في مواجهة الهيمنة الإيرانية المتزايدة, فان فشل الولايات المتحدة في منع ظهور بوادر حكم تسلطي في العراق سيقلل من مصداقية جهود الإصلاح التي تدعمها الولايات المتحدة في المنطقة, فالولايات المتحدة مازالت تحتفظ بقدر من التأثير في العراق حتي بعد خروج القوات الأمريكية, ومازالت تحتفظ بعلاقات قوية في كل الأوساط السياسية والعسكرية التي يمكن أن تستخدمها لبذل الضغوط من أجل حوار بناء داخل العراق.
    ليبيا..
    يعد تدخل قوات الناتو في ليبيا في مارس2011 المناسبة الوحيدة التي وظفت فيها الولايات المتحدة القوة العسكرية كاستجابة سياسية للربيع العربي, فالولايات المتحدة لم يكن لها أي مصالح حيوية مهددة في ليبيا, ويمكن القول إن هناك أربعة عوامل حسمت قضية التدخل العسكري الامريكي, الأول: هو سجل معمر القذافي الحافل بالوحشية ووجود دلائل قوية علي نيته قتل حوالي700 ألف ليبي في مدينة بنغازي, ثانيا: أن ادارة أوباما لديها مخاوف من أن الانتفاضة الليبية التي حدثت عقب الثورة في مصر وتونس سيكون لها تأثير سلبي علي الربيع العربي اذا فشلت, ثالثا: إدارة أوباما حصلت علي تأييد دولي واقليمي للتدخل, النداء الذي وجهته الجامعة العربية, قرار مجلس الأمن رقم1973, والتأييد القوي من الحلفاء الأوربيين, كلها عوامل وفرت شرعية دولية للمهمة, رابعا وبالرغم من أنه قد أسيء تقدير الوقت والقوة العسكرية المطلوبة لاستكمال المهمة في البداية, فان المجتمع الدولي كان لديه إستراتيجية عسكرية تعمل بالتعاون مع المعارضة الليبية ذات المصداقية التي استطاعت أن تسيطر علي الشطر الشرقي في البلاد, وهي عوامل لم تكتمل في القضايا الأخري خاصة في سوريا.
    مصر:
    تعد مصر مركز الثقل السياسي والثقافي في العالم العربي, فضلا عن ثقلها السكاني, وفي ظل الوضع الراهن فان الأوضاع الاقتصادية الهشة هي القضية المهيمنة علي ما عاداها, فاحتياطي العملات الأجنبية في البلاد يتراجع شهريا بعد الثورة, كما أن الناتج المحلي الاجمالي تراجع من5% سنويا إلي أقل من2% عام.2011
    صانعو السياسة الأمريكيون يخشون من أن تؤدي زيادة الضغوط علي المجلس العسكري الي تهديد حرية الملاحة في قناة السويس وربما تهديد أمن إسرائيل, وفي نفس الوقت فان بعض تصرفات المجلس مثل القبض علي مواطنين أمريكيين يعملون مع منظمات المجتمع المدني يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة. ومع أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة يمكن أن تحجم نفوذ الجيش المصري ويمكن أن تزيد من دور منافسيه الإسلاميين مثل الإخوان المسلمين, فإن توغل المجلس العسكري في كل مجالات الدولة والاقتصاد سيجعل منه قوة سياسية في المستقبل المنظور, وستكون واحدة من أهم مهام الحكومة المنتخبة الجديدة ترسيخ سيطرة الجانب المدني علي الدولة, فمصر القوية والديمقراطية ستكون نموذجا قويا للدول الأخري في المنطقة. ومصير معاهدة السلام سيكون من أولويات صانعي السياسة الامريكيين, وقد دخلت مصر أربع حروب بين عامي1948 و1973 كانت لها تداعيات جيواستراتيجية علي الولايات المتحدة, وقد جلبت اتفاقية كامب ديفيد السلام بين الدولتين, وكانت حجر الزاوية للاستقرار الاقليمي واعتبرت كذلك انتصارا للدبلوماسية الامريكية, وللمرة الأولي منذ30 عاما, كان هناك احتمال حقيقي بانهيار الاتفاقية, وفي الوقت الذي ينظر فيه العديد من المصريين للثورة المصرية بانبهار واعجاب خاصة بالشباب المتظاهرين, فان اسرائيل تنظر لها بشك, وحتي في ظل السلام البارد بين اسرائيل والحكومات المصرية, فإنه مع ذلك اتاح المجال لتعاون وثيق خدم الأمن المتبادل, ولكن المواطنين المصريين والاسرائيليين لم يشكلا أبدا تحالفا, وألقت القضية الفلسطينية بظلالها وكنتيجة لذلك لم تحظ المعاهدة أبدا بأي قدر من الشعبية. وما حدث في الخريف الماضي من اقتحام لمقر السفارة الاسرائيلية والعبث بمحتوياتها كاد يؤدي لنتائج وخيمة لولا تدخل قوات الأمن والسفارة الامريكية. ومن هنا لابد أن يولي صانعو السياسة الامريكية اهتماما خاصا باحتمالات حدوث توترات مستقبلية بين اسرائيل والحكومة المصرية الجديدة, التي تحاول أن تكون أكثر استجابة للرأي العام المصري المعادي لاسرائيل بشكل عام.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 3:29 pm