منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    ليخ فاونسا‏..‏ من المحظورة إلي السلطة

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

    ليخ فاونسا‏..‏ من المحظورة إلي السلطة   Empty ليخ فاونسا‏..‏ من المحظورة إلي السلطة

    مُساهمة  Admin الأحد يوليو 08, 2012 5:21 am

    [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
    من الصعب بناء أي شيء إذا انتشر الإحباط والمرارة واليأس‏,‏ مقولة ملهمة لليخ فاونسا احد زعماء الثورة المخملية في أوروبا والتي قادت إلي انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وسقوط الشيوعية وتنصيبه أول رئيس منتخب في تاريخ بولندا ما بعد الشيوعية‏.‏
    ليخ فاونسا‏.

    ليخ فاونسا‏.

    قصة النضال السياسي لفاونسا الذي اعتبر نفسه عدو الشيوعية تمثل الثورة ضد الاستبداد والقمع, ولكن فترة رئاسته ربما تمثل مقاربة يجب أن يستفيد منها صناع القرار في مصر لوجود الكثير من اوجه التشابه بين الفترتين وكأن التاريخ يعيد نفسه.
    فبعد إسقاط فويتشيخ ياروزلسكي أخر رئيس شيوعي لبولندا ورئيس أركان الجيش وتبرئته من تهمة إعلان الأحكام العرفية عام1981, شهدت البلاد تحولا نحو الديمقراطية.
    في عام1990 أعيد انتخاب فاونسا رئيسا لحزب تضامن الذي كان جماعة محظورة خلال الفترة الشيوعية وعاني زعماؤه وعلي رأسهم فاونسا من الاعتقال عدة مرات- وحصل علي نسبة5 و77% من إجمالي الأصوات.. وبدأت أول انتخابات حرة ونزيهة تشهدها البلاد منذ الاحتلال السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية, وفاز فاونسا وكان وقتها في السابعة والخمسين من عمره بالرئاسة في الجولة الثانية بحوالي75% من الأصوات. تسلم فاونسا منصبه بدون دستور وبدون صلاحيات محددة.
    وفي أول خطاب له كرئيس منتخب, تعهد فاونسا بأن بولندا الجديدة ستوفر وظيفة لكل مواطن, وأكد أيضا أن بولندا الفقيرة ستواجه موجات من الغضب من جيرانها بسبب ثورتها.
    وبعد الخطاب بدأ في تشكيل الحكومة, ونصب فاونسا زعيما لحزب إصلاحي صغير هو جان بيليكي رئيسا للوزراء بشرط أن يكون له الحق في اختيار بقية أعضاء الحكومة. كما أنه تدخل في شئون البرلمان المنتخب مما أثار المخاوف حول اتساع صلاحيات الرئيس. وانخفضت شعبيته بسبب عدم قدرة الحكومة علي تسريع وتيرة الإصلاح الاقتصادي وتحسين الأداء الحكومي.
    وبحلول منتصف العام الأول لرئاسته فقد البرلمان صلاحيته في التشريع مما دعا فاونسا إلي الدعوة لإجراء انتخابات جديدة لكن البرلمان أجبره علي تأجيل الموعد الذي حدده وفرض نظام التمثيل النسبي. وأجريت الانتخابات بالفعل في.1991
    وفي العام التالي تم وضع دستور غير مكتمل يحدد صلاحيات الرئيس والبرلمان.
    وفي عام1993 أطاح البرلمان بالحكومة خلال اقتراع بحجب الثقة وحل فاونسا البرلمان ودعا إلي إجراء انتخابات ثالثة شهدت خسارة الأحزاب الإصلاحية وتزايد شعبية الأحزاب الشيوعية السابقة.
    وشهدت البلاد حالة من الفوضي السياسية التي أدت إلي تدهور شعبية فاونسا بشدة وخاصة في ظل عدم قدرته علي تنفيذ وعوده. وخلال فترة رئاسته التي استمرت خمس سنوات تشكلت خمس حكومات. وكانت النتيجة الحتمية للصراعات السياسية هي انخفاض شعبيته وخسارته الانتخابات الرئاسية في نوفمبر عام1995 أمام منافسه اليساري ألكسندر كفاشنييفسكي بفارق بسيط في الأصوات.
    وبالرغم من إعلانه اعتزال السياسة بعد خسارته إلا أنه ظل ناشطا حتي أنه دخل سباق الرئاسة في عام2000 إلا أن نفوذه تراجع بقوة حتي أنه حصل علي أقل من1%, بعد تعرضه لحملة تشويه واتهامه بالعمالة والتجسس علي زملائه لمصلحة البوليس الشيوعي خلال السبعينيات وهو ما أضر بشعبيته وضربها في مقتل بين البولنديين.
    لكن التاريخ سيظل يذكر لفاونسا أنه أول رئيس منتخب لبولندا, كما سيظل يذكر نضاله السياسي ضد الاستبداد.
    فاونسا لم يكمل تعليمه وبدأ حياته كميكانيكي في ترسانة بناء السفن لينين في مدينة جدانسك, سطع نجمه كثائر عمالي, دعا إلي الثورة ضد الدولة عندما رفض المظاهرات التي نظمتها الدولة عام1968 ضد مظاهرات الطلبة ودعا زملاءه العمال إلي رفضها.
    كما نظم عدة إضرابات عام1970 عندما أصدرت الحكومة قرارا برفع أسعار المواد الغذائية.
    نشاطه العمالي جعله هدفا للحكومة الشيوعية البولندية وتم وضعه تحت المراقبة وطرده من العمل عام1976 كما تم اعتقاله عدة مرات.
    وفي عام1980 توسط فاونسا في المفاوضات التي قادت إلي اتفاق جدانسك بين العمال المضربين والحكومة. وتم اعتقاله مجددا بعد فرض الأحكام العرفية في بولندا وحظر نشاط حركة تضامن التي ضمت أكثر من10 ملايين عامل خلال عام واحد. وزادت شعبيته خلال الثمانينيات بعد حصوله علي جائزة نوبل للسلام بسبب قدرته علي فض إضراب عمالي بشكل سلمي.
    وواصل فاونسا نشاطه بعد خروجه من المعتقل وتوصل إلي اتفاق المائدة المستديرة عام1989 والذي قاد إلي انتخابات برلمانية حرة جزئيا في العام ذاته شهدت بها قيادة تضامن للحكومة البولندية. هذه الانتخابات التي شهدتها بولندا كانت حجر الأساس في التمهيد للثورات المخملية في أوروبا.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 3:26 pm