منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    سيناء في الفكر الإسرائيلي

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

     سيناء في الفكر الإسرائيلي  Empty سيناء في الفكر الإسرائيلي

    مُساهمة  Admin الإثنين أغسطس 06, 2012 4:30 am

    دخلت قوات إسرائيلية مزودة بدبابات "ميركافا" إلى المنطقة (د) أو (D) الملاصقة للحدود مع مصر وذلك بدعوى الاستعداد لمواجهة تطورات أمنية خطيرة بعد الإعلان عن وقوع عمليات تفجيرية داخل إسرئيل على يد مجموعة مسلحة قدمت من شبه جزيرة سيناء. وحسب الملحق الأمني لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية التي تم توقيعها في 26 مارس 1979، تم تحديد أربع مناطق، ثلاث في سيناء والرابعة داخل إسرائيل. في سيناء هناك المناطق (أ) و(ب) و(ج)، والرابعة في إسرائيل وهي المنطقة (د)، ما يهمنا هنا هو أن المنطقة (ج) أو (C) وهي المنطقة القريبة من الحدود مع إسرائيل وتمتد لمسافة تزيد على 200 كيلومتر، ويبلغ عرضها في بعض المناطق حوالي 32 كيلومتر، هذه المنطقة لا توجد بها قوات مسلحة ولا أسلحة ثقيلة ولا حتى خفيفة، فقط عناصر من الشرطة مزودة بأسلحة شخصية، ورغم أن هذه المنطقة تعد من مناطق تهريب البشر والسلاح والمخدرات، كما أنها تطل على منطقة بحرية يسهل التهريب من خلالها، فإن إسرائيل تمسكت بما ورد في نصوص الملحق الأمني لمعاهدة السلام ورفضت أكثر من مرة مطالب مصرية بتعديل هذا البند. وعندما تدهورت الأوضاع الأمنية في المنطقة بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وافقت إسرائيل على استبدال عناصر الشرطة البالغ عددهم 450 فرد بـ750 فرد من حرس الحدود، وهو عدد محدود للغاية لا يمكن أن يضبط حدود بين مصر وقطاع غزة يبلغ طولها 14 كيلومتر.
    حرصت إسرائيل على عرقلة جهود مصر في ضبط حدودها، ورفضت كل المطالب المصرية بزيادة القوات أو إمدادها بنوعيات من السلاح تساعد هذه القوات على ضبط الحدود، مواجهة المهربين والتصدي لمحاولات التهريب عبر الإنفاق والحدود الممتدة. هذا بينما يبلغ عمق المنطقة (د) داخل إسرائيل، 2.5 كيلو متر فقط، وهي منطقة مسموح لإسرائيل فيها بنشر نوعيات من السلاح الخفيف، لكنها ليست منطقة منزوعة السلاح كما هو حال المنطقة (ج) في شبه جزيرة سيناء.
    استغلت إسرائيل إضطراب الأوضاع الداخلية منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير وتصاعد عمليات التهريب عبر الحدود لتُقدِم على خطوتين: الأولى هي بناء جدار على طول الحدود مع شبه جزيرة سيناء، والثانية الدفع بقوات وأسلحة ثقيلة إلى المنطقة (د) الملاصقة للحدود مع شبه جزيرة سيناء. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل حاولت إسرائيل توظيف بعض العمليات النوعية التي تتعرض لها من جانب مسلحين يتسللون على الدوام من قطاع غزة، للترويج بأن التسلل جاء من سيناء، وأن مصر تفقد سيطرتها التدريجية على شبه الجزيرة، وأن سيناء باتت معقلا للمتشددين، بل أنها أعلنت أكثر من مرة أن مناطق عديدة من سيناء في قبضة تنظيم القاعدة. واستغلت إسرائيل هجمات تعرضت لها قبل يومين على يد مجموعة رجحت مصادر عديدة أنها تسللت من القطاع، لتدفع بأسلحة ثقيلة وقوات إضافية صوب الحدود مع سيناء استعدادا لعمل عسكري قد يطول قطاع غزة وقد ترى أنه يتطلب دخول سيناء.
    القضية هنا لن تتوقف عند حدود ما تدعيه من ملاحقة عناصر مسلحة، بل قد يعيد إنتاج أفكار، بل أحلام إسرائيلية بالسيطرة مجددا على شبه جزيرة سيناء، فهناك خطة إسرائيلية قديمة ترى في سيناء حلما كبيرا له أبعاد تاريخية ودينية، وترى فيه أيضا حلا جذريا للمشكلة الفلسطينية، فسيناء في عيون صناع القرار الإسرائيلي منجم إستراتيجي مات بيجين مكتئبا بعد أن وقع على معاهدة السلام التي أقرت الإنسحاب منها، وسبق لوزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان أن قال إن شرم الشيخ وحدها أهم من معاهدة سلام مع مصر، فهل تنتبه القوى السياسية المصرية لما يجري على حدودنا؟.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 1:24 pm