علي الرغم من حرص كل من واشنطن وموسكو علي استغلال قمة أبيك في إبرام سلسلة من اتفاقات التعاون بين البلدين, خيم الخلاف الأمريكي- الروسي بشأن الأزمة السورية علي قمة منتدي التعاون الاقتصادي..
في آسيا والمحيط الهادئ التي تستضيفها روسيا حاليا. فقد استبعدت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية احتمالات تقريب وجهات النظر بين موسكو وواشنطن بشأن الأزمة الروسية قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الحالي. وأوضحت أنه عليهما أن يكونا واقعيين, فلا يوجد في الأفق اتفاق محتمل بشأن سوريا, وإذا استمر ذلك فعليهم العمل مع الدول المتفقة مع واشنطن في الرأي علي دعم المعارضة السورية للتعجيل بيوم سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.
وأكدت كلينتون أن أي قرار للأمم المتحدة حول الأزمة السورية لابد أن يكون له أسنان حتي يكون فعالا ونافذا, وإلا فإن السوري سيتجاهله بكل بساطة, وحذرت من أن بلادها ستصعد ضغوطها للتصدي للأسد في حالة لم تسفر القرارات الدولية عن نتائج ملموسة.
ومن ناحيته, أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن شركاءهم في الولايات المتحدة يفضلون إجراءات كالتهديدات وزيادة الضغط وفرض عقوبات جديدة علي سوريا وإيران, وهو ما لا تحبذه روسيا. كما رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الادلاء بتفاصيل حول جلسة محادثاته المقتضبة مع كلينتون بهذا الشأن, لكنه قال أنه علي الرغم من أنها كانت بناءة ومفيدة, إلا أنها لم تتمخض عن أي اتفاقيات.
وعلي صعيد الأوضاع الاقتصادية العالمية المتردية, دعا بوتين الاقتصاديات العالمية لإنشاء تعددية من العملات الاحتياطية باستخدام إمكانيات دول منطقة آسيا والمحيط الهاديء, بهدف تعزيز الانضباط واستقرار النظام المالي العالمي. وأوضح الرئيس الروسي في كلمته أمام المنتدي الدولي أنهإذا كنا نريد التخلص من المشتقات غير الضرورية وتعزيز انضباط واستقرار النظام المالي العالمي, فعلينا الانتقال إلي تعددية العملات الاحتياطية العالمية.
وشدد علي ضرورة أن يكون للنظام المالي العالمي عدة دعائم, لأنه إذا كانت هناك عملة احتياطية واحدة فقط فسيتم استغلالها في المصالح الشخصية, وفي نهاية الأمر فإن ذلك يضر بمصدر العملة نفسه, وتنتهك المباديء الأساسية للنظام المالي العالمي.
وفي الوقت ذاته, انتقد بوتين بشدة التحقيق الذي بدأته المفوضية الأوروبية مع شركة الغاز الحكومية الروسية جازبروم بدعوي الاشتباه في ممارستها للاحتكار, وحذر من أن مثل هذا التحقيق ليس بناء واتهم الاتحاد الأوروبي باللجوء إلي هذه الخطوة للتغطية علي المشكلات الراهنة في منطقة اليورو. وأضاف بوتين أن أوروبا ترغب في استعادة نفوذها السياسي وعلينا أن ندفع ثمن ذلك.
وأشار بوتين إلي أن الاتحاد الأوروبي وجد نفسه ملزما بتمويل دول أوروبا الشرقية التي انضمت إليه: والآن يبدو أن هناك في المفوضية الأوروبية من قرر ضرورة استعادة جزء من الدعم( الذي قدمه التكتل), إلا أن بوتين استبعد نشوب حرب تجارية بين روسيا والاتحاد الأوروبي. كما دعا المشاركين في منتدي أبيك إلي مواصلة الدفاع عن فكرة تحرير التجارة وتطوير عمليات الاندماج في إقليم آسيا والمحيط الهاديء قائلا إن منطقة آسيا والمحيط الهاديء هي القوة المحركة للاقتصاد العالمي وهو ما يدفعنا إلي تعميق التعاون في هذه المنطقة المهمة من العالم.
وفي الوقت الذي تعهد فيه القادة المشاركون في المنتدي بدعم دول اليورو والعمل علي نهوض المنطقة اقتصاديا, طالبت كريستين لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولي بالسماح للصندق بوضع خطة عمل ومراقبة نظام بيع وشراء السندات في البنك المركزي الأوروبي.
وفي محاولة لدعم صورة بلاده كحلقة وصل بين أطراف العالم, أكد بوتين إن شبكة النقل الروسية والتي تشمل السكك الحديدية العابرة لسيبيريا وطريق البحر الشمالي في منطقة القطب الشمالي تعتبر فرصة فريدة لنقل البضائع حول العالم.
ومن ناحية أخري, أعلن متحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية أن الرئيس لي ميونج باك ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اتفقا علي أهمية التعاون بين سول وواشنطن وطوكيو في التعامل مع كوريا الشمالية وبرنامجها النووي.