منتدى محسن الشامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى محسن الشامل

سياسى, رياضى, ساخر


    الشعب يريد‏

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 20/05/2012

    الشعب يريد‏ Empty الشعب يريد‏

    مُساهمة  Admin الأحد يوليو 01, 2012 3:54 am

    في مشهد نادر المثال خاطب الرئيس محمد مرسي المواطنين في ميدان التحرير قائلا بكل ود وصدق جئتكم بدون أن أرتدي قميصا واقيا من الرصاص وفتح جاكتته ليري الجميع صدق قوله بعد أن أبعد رجال الأمن عنه‏.

    , وأضاف أنه يسعي لإقامة دولة مدنية ديمقراطية دستورية حديثة تكفل حقوق المواطنة للجميع وتحترم حقوق المعارضة قبل الأنصار, ووجه خطابه إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة قائلا إنه لن يفرط في أي صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية, ثم أدي القسم الدستورية أمام الحشود التي أمتلأ بها ميدان التحرير عن آخره, وكان المشهد غامرا بالصدق والصراحة.
    (1)
    تواجه الرئيس أزمات حقيقية تتعلق بحياة المواطنين وهي التي ستؤثر فعلا علي شعبيته, فعلي الرغم من أهمية الدستور والحريات والديموقراطية والأحزاب والبرلمان.. إلخ, فإن القضية الحقيقية التي سيتم الحكم عليه وفقا لها هي جيوب الناس ومستوي معيشتهم, ومعني ذلك أن كل ما يتعلق بالبطالة والإقتصاد والأسعار وتوقف الغالبية العظمي من المصانع بسبب حالة القلق والفوضي في البلاد إلخ.. هي أمور ذات أولوية قصوي لأنها ستكون معيار الإستقرار السياسي والإجتماعي, ولذلك قد يكون من المناسب أن يبادر إلي مقابلة كل رجال الأعمال أصحاب المصانع لحثهم علي تشغيلها, بصرف النظر إذا كانوا فلولا أم لا, فالأوضاع الإقتصادية لم تعد تحتمل أي تلكؤ, أو إدعاءات فارغة, مثل هذا فلول وهذا ثورة مضادة.
    ومن أحسن المصادفات أن الرئيس الجديد مهندس, وخيرت الشاطر الرجل الثاني في جماعة الإخوان التي جاء منها الرئيس هو مهندس أيضا, وإذن فليس هناك أفضل منهما من يعرف قيمة البدء فورا في إتخاذ الإجراءات التي تكفل للمصانع المتوقفة عن العمل إنتظام العمال في أعمالهم دون إبتزاز أو تهديد لأصحاب الأعمال مع الإلتزام بوضع جداول زمنية لتلبية مطالب العمال يقبلها أصحاب المصانع, ونحن نري أنه من الأفضل للرئيس مرسي أن يتبع خطة جريئة تسعي لتوفير التمويل اللازم لأصحاب هذه المصانع عن طريق البنوك مثلا, ولإعادة جدولة مديونياتهم, أو حتي إقراضهم بدون فوائد, فالمهم هو أن تعمل المصانع ويتولد منها دخل يترتب عليه طلبا إستهلاكيا إضافيا من جانب العمال, وإذا حدثت هذه البداية وهي ممكنة بقدر من الهمة, فإنه يمكن البناء عليها بطرح خطة لإحداث نقلة صناعية حقيقية في المجتمع, فهذه هي الطريقة الوحيدة لإمتصاص البطالة وتخفيف التوترالاجتماعي وبالتالي تشهد البلاد درجة من الإستقرار الاجتماعي أعلي.
    (2)
    إذا كان المستهدف فعلا هو الإرتفاع بمستوي قدرة البلاد علي الإنتاج فقد آن الآوان لكي نشرع فورا في التوقف عن العمل في الزراعة بأسلوب الري بالغمر( أي تغريق الأرض الزراعية بالماء), والانتقال بدلا من ذلك إلي الري بالرش والري بالتنقيط, وهذه الطريقة سيترتب عليها توفير حوالي نصف كمية المياة التي نستخدمها الآن في الزراعة المصرية, وهذه المياه المتوافرة نستطيع أن نستخدمها بسهولة في إصلاح و زراعة الصحاري الواسعة من حولنا, بحيث نضيف ما لا يقل عن خمسة عشر مليون فدان إلي المساحة الزراعية في مصر, وبذلك تزداد طاقة البلاد علي الإنتاج الزراعي و قدرتها علي إطعام الأهالي, بل و تكوين فائض يصلح للتصدير, وبالطبع سوف يترتب علي هذا التوسع في مجالات العمل إستخدام المزيد من الأيدي العاملة في الزراعة, وتوسيع نطاق الرقعة المأهولة في البلاد لتخفيف حالة التزاحم السكاني في الوادي القديم, وفضلا عن كل ذلك فإن الري بالرش والري بالتنقيط سيؤديان مباشرة إلي تحسين مواصفات جودة التربة في الأراضي القديمة التي أصاب أغلبها الملوحة والفساد نتيجة ارتفاع منسوب المياة الجوفية وإختلاطه بمياه الصرف الصحي.
    (3)
    إذا سارت الأمور في هذا الطريق ودارت عجلة الاقتصاد بهمة ونشاط وبرزت للمواطنين معالم حركة صناعية حقيقية تعود عليهم بالفائدة, فإن المجتمع ستبدأ أحواله في الاستقامة, وسيجد الناس فرص العمل الكريمة لهم التي توفر لهم لقمة عيش وعدالة اجتماعية وهي أهداف الثورة, ساعتها سيعرف الناس معني أن رئيسهم مهندس, وبالتالي سيجدون أنفسهم في المرة المقبلة بعد أربع سنوات يميلون بكل حرية لتجديد اختياره, أو لاختيار مهندس آخر يسعي في ذات الطريق.
    الواضح من كل هذا أن مجال العمل الداخلي اجتماعيا واقتصاديا هو المهمة الرئيسية للرئيس مرسي, وعليه ألا يشغل نفسه بأي مجال آخر من مجالات السياسة الخارجية, بما في ذلك الحرب, فمادامت علاقات السلام مستمرة بين مصر وإسرائيل وفقا لأحكام المعاهدة, وأراضينا كلها حرة مستقلة تخضع للسيادة المصرية, فعلينا أن ننتهز الفرصة لنقيم اقتصادا مصريا قويا, وسيكون هذا الاقتصاد القوي هو أساس يرتكز عليه توفير العيش الكريم للمصريين, كما أن هذا الاقتصاد القوي سيكون هو الذي سيحددإذا كانت مصر تستطيع أن تقوم بدور إقليمي للتأثير علي الأحداث في منطقتها..


      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 3:27 pm